﴿ قافية الهمزة
﴾
شُمُوسُ الجَلَا أمْ بُدُورُ الخَلَاءْ **** عُرُوشُ العُلَى أمْ جِنانُ الكَلَأْ
بَلى إنَّهُ النَّعْلُ ذاكَ العَمَاء **** مِنَ النورِ لا مِن ترابٍ ومَاءْ
تَقَدَّسَ ضِئْضِئُ ذاكَ السَّناءْ
تَخَدَّرَ في مَأْرَزَانِ الأَنا **** يَجُوبُ بِأقْطارِ ذاك الفِنا
رَبِيعًا رَضِيعًا مِنَ المُدَّنى **** وما بَرِحَ البَطْنَ يُسْقى الفَنا
تَقَدَّسَ ضِئْضِئُ ذاكَ السَّناءْ
لهُ نَهْمَةٌ في كُؤُوسِ السَّحَرْ **** وَهِمَّةُ عَزْمٍ تُجارِي القَدَرْ
فَلا يُدْرَى هَيْهاتَ مِمَّا صَدَرْ **** ولَنْ يُجْزَمَ المُبْتَدى بالخَبَرْ
تَقَدَّسَ ضِئْضِئُ ذاكَ السَّناءْ
﴿ قافية الباء ﴾
فَأنّى بِهِ حَيثُ كُمُّ الغُيُوبْ **** وحَيثُ غياباتُ كَهْفِ الجُيُوبْ
وحيثُ مَتاهاتُ طَمْسِ الغُرُوبْ**** فَمَن يَنْحُوا مَهْمَهَهَا لَن يَؤُوبْ
ألَا إنَّها دَرْجُ غَيبِ الغُيُوبْ
تَجَأْجَأَ عَزْمُ الوَحُوتِ فَلَمْ **** يُجارُوا وَلَوْ قَدَمًا مِنْ قِدَمْ
فَأبْـصِرْ بِأهْلِ العُرُوجِ وهُمْ **** حَيارَى فَكيفَ بِذاتِ القَدَمْ
ألَا إنَّها دَرْجُ غَيبِ الغُيُوبْ
تَقُولُ وحُقَّ لَها أنْ تَصُولْ **** أَنا رَبَّةُ المَجْدِ بِنْتُ الأُصُولْ
فمَنْ يَدَّعِي في الوَرى أنْ يَطُولْ **** فَهَيَّا هُنالِكَ لا في النُّزُولْ
ألَا إنَّها دَرْجُ غَيبِ الغُيُوبْ
﴿ قافية التاء ﴾
سَقاهَا مِنَ اَقْدَامِهِ خَمْرَةً ****فَراحَتْ تُذِيعُ السَّنا جَهْرَةً
وفاضَتْ على كَونِنا قَطْرَة **** فَنالَ مِنَ اَزْهارِها خُـضْرَةً
تَكَبَّرَ مَن مَدَّها قُدْرَةً
تَمَكَّنَ إمْكانُنا في الوُجُودْ *** فَرُحْنا نَخُوضُ بُحُورَ المُدُودْ
فَلا جِدَّ مِنّا ولا مِن جُهُودْ *** ولَكِنْ بِها قَدْ أتانَا السُّعُودْ
تَكَبَّرَ مَن مَدَّها قُدْرَةً
فَتِلْكَ عَمُودُ عُرُوشِ السَّمَا **** فَمَا الأُفْقُ إلّا بِها قَدْ سَمَا
فلَوْلاها غَيثُ الهَنا ما هَمَى **** ولَولاها رَوْضُ البَها ما نَمَى
تَكَبَّرَ مَن مَدَّها قُدْرَةً
﴿ قافية الثاء ﴾
فَدُونَكَها تِلكَ سِرٌّ حَدِيث **** رَقِيمُ القُرُوءِ ورُوْحُ الحَدِيثْ
فَدَعْ عَنكَ كَيفَ وأنَّى وحَيثْ**** وإيّاكَ إنَّ العُقُولَ تَعِيثْ
ومَن يا تُرى للبَرايَا المُغِيْثْ
فَسَلْ سابِقاتِ الشُّهُودِ وَسَلْ**** رَفارِفَ أهْلِ الوَحَى مَن رَسَلْ
سَيُنْبِيكَ فُرقانُ جَمْعِ الأَزَلْ **** بأنَّهُ لَولاها لا مانَزَلْ
ومَن يا تُرى للبَرايَا المُغِيْثْ
ذَوُوْ العَزْمِ مِنها رَوَوْا فَرَوَوْا **** بِنُورِ هَوَاها جَوَوْا فَحَوَوْا
وَلَو بَعْدَ ما قَدْ رَأَوْا قَدْ لَوَوْا **** إلى ذاتِهِ وهَوَوْا لَهَوَوْا
ومَن يا تُرى للبَرايَا المُغِيْثْ
﴿ قافية الجيم ﴾
فَأَقْدِسْ بهاتِيكَ دَرْجُ العُرُوجْ**** وأَكْرِمْ بِها تِيْكَ بابُ الوُلُوجْ
تَراها بُرُوجٌ وَراها فُجُوْجْ**** ومِن دُونِ ذاكَ بُحُورٌ تَمُوجْ
فَناهِيْكَ والشِّسْعُ غَيْبُ الدُّرُوْجْ
مَقامٌ كَبِيرٌ عَظِيمٌ حَرامْ**** فَرِيدٌ مَجِيدٌ عَزِيزُ المَرامْ
يَحِقُ الوُقُوفُ لَها ياكِرامْ**** فَقُومُوا لَها بَهْجَةً وَاحْتِرامْ
فَناهِيْكَ والشِّسْعُ غَيْبُ الدُّرُوْجْ
فَكَيفَ بِنا والعُلى سَرْمَدًا**** وُقُوفًا بِأَعْتابِها أَبَدًا
فَكُونُوا يا قَوْمِي لَها أَعْبُدًا**** عُكُوفًا لَها رُكَّعًا سُجَّدًا
فَناهِيْكَ والشِّسْعُ غَيْبُ الدُّرُوْجْ
شُمُوسُ الجَلَا أمْ بُدُورُ الخَلَاءْ **** عُرُوشُ العُلَى أمْ جِنانُ الكَلَأْ
بَلى إنَّهُ النَّعْلُ ذاكَ العَمَاء **** مِنَ النورِ لا مِن ترابٍ ومَاءْ
تَقَدَّسَ ضِئْضِئُ ذاكَ السَّناءْ
تَخَدَّرَ في مَأْرَزَانِ الأَنا **** يَجُوبُ بِأقْطارِ ذاك الفِنا
رَبِيعًا رَضِيعًا مِنَ المُدَّنى **** وما بَرِحَ البَطْنَ يُسْقى الفَنا
تَقَدَّسَ ضِئْضِئُ ذاكَ السَّناءْ
لهُ نَهْمَةٌ في كُؤُوسِ السَّحَرْ **** وَهِمَّةُ عَزْمٍ تُجارِي القَدَرْ
فَلا يُدْرَى هَيْهاتَ مِمَّا صَدَرْ **** ولَنْ يُجْزَمَ المُبْتَدى بالخَبَرْ
تَقَدَّسَ ضِئْضِئُ ذاكَ السَّناءْ
﴿ قافية الباء ﴾
فَأنّى بِهِ حَيثُ كُمُّ الغُيُوبْ **** وحَيثُ غياباتُ كَهْفِ الجُيُوبْ
وحيثُ مَتاهاتُ طَمْسِ الغُرُوبْ**** فَمَن يَنْحُوا مَهْمَهَهَا لَن يَؤُوبْ
ألَا إنَّها دَرْجُ غَيبِ الغُيُوبْ
تَجَأْجَأَ عَزْمُ الوَحُوتِ فَلَمْ **** يُجارُوا وَلَوْ قَدَمًا مِنْ قِدَمْ
فَأبْـصِرْ بِأهْلِ العُرُوجِ وهُمْ **** حَيارَى فَكيفَ بِذاتِ القَدَمْ
ألَا إنَّها دَرْجُ غَيبِ الغُيُوبْ
تَقُولُ وحُقَّ لَها أنْ تَصُولْ **** أَنا رَبَّةُ المَجْدِ بِنْتُ الأُصُولْ
فمَنْ يَدَّعِي في الوَرى أنْ يَطُولْ **** فَهَيَّا هُنالِكَ لا في النُّزُولْ
ألَا إنَّها دَرْجُ غَيبِ الغُيُوبْ
﴿ قافية التاء ﴾
سَقاهَا مِنَ اَقْدَامِهِ خَمْرَةً ****فَراحَتْ تُذِيعُ السَّنا جَهْرَةً
وفاضَتْ على كَونِنا قَطْرَة **** فَنالَ مِنَ اَزْهارِها خُـضْرَةً
تَكَبَّرَ مَن مَدَّها قُدْرَةً
تَمَكَّنَ إمْكانُنا في الوُجُودْ *** فَرُحْنا نَخُوضُ بُحُورَ المُدُودْ
فَلا جِدَّ مِنّا ولا مِن جُهُودْ *** ولَكِنْ بِها قَدْ أتانَا السُّعُودْ
تَكَبَّرَ مَن مَدَّها قُدْرَةً
فَتِلْكَ عَمُودُ عُرُوشِ السَّمَا **** فَمَا الأُفْقُ إلّا بِها قَدْ سَمَا
فلَوْلاها غَيثُ الهَنا ما هَمَى **** ولَولاها رَوْضُ البَها ما نَمَى
تَكَبَّرَ مَن مَدَّها قُدْرَةً
﴿ قافية الثاء ﴾
فَدُونَكَها تِلكَ سِرٌّ حَدِيث **** رَقِيمُ القُرُوءِ ورُوْحُ الحَدِيثْ
فَدَعْ عَنكَ كَيفَ وأنَّى وحَيثْ**** وإيّاكَ إنَّ العُقُولَ تَعِيثْ
ومَن يا تُرى للبَرايَا المُغِيْثْ
فَسَلْ سابِقاتِ الشُّهُودِ وَسَلْ**** رَفارِفَ أهْلِ الوَحَى مَن رَسَلْ
سَيُنْبِيكَ فُرقانُ جَمْعِ الأَزَلْ **** بأنَّهُ لَولاها لا مانَزَلْ
ومَن يا تُرى للبَرايَا المُغِيْثْ
ذَوُوْ العَزْمِ مِنها رَوَوْا فَرَوَوْا **** بِنُورِ هَوَاها جَوَوْا فَحَوَوْا
وَلَو بَعْدَ ما قَدْ رَأَوْا قَدْ لَوَوْا **** إلى ذاتِهِ وهَوَوْا لَهَوَوْا
ومَن يا تُرى للبَرايَا المُغِيْثْ
﴿ قافية الجيم ﴾
فَأَقْدِسْ بهاتِيكَ دَرْجُ العُرُوجْ**** وأَكْرِمْ بِها تِيْكَ بابُ الوُلُوجْ
تَراها بُرُوجٌ وَراها فُجُوْجْ**** ومِن دُونِ ذاكَ بُحُورٌ تَمُوجْ
فَناهِيْكَ والشِّسْعُ غَيْبُ الدُّرُوْجْ
مَقامٌ كَبِيرٌ عَظِيمٌ حَرامْ**** فَرِيدٌ مَجِيدٌ عَزِيزُ المَرامْ
يَحِقُ الوُقُوفُ لَها ياكِرامْ**** فَقُومُوا لَها بَهْجَةً وَاحْتِرامْ
فَناهِيْكَ والشِّسْعُ غَيْبُ الدُّرُوْجْ
فَكَيفَ بِنا والعُلى سَرْمَدًا**** وُقُوفًا بِأَعْتابِها أَبَدًا
فَكُونُوا يا قَوْمِي لَها أَعْبُدًا**** عُكُوفًا لَها رُكَّعًا سُجَّدًا
فَناهِيْكَ والشِّسْعُ غَيْبُ الدُّرُوْجْ
﴿ قافية الحاء ﴾
إذا كانَ شِسْعُها قُطْبَ الرَّحَى**** فَلا تَرى إلَّا الـشِّراكِ الوَحَى
فَيا فَتْحَ مَن شَطْرَها قَدْ نَحَى**** ويا سِرَّ مَن هامَ حَتَّى انْمَحَى
فَطُوْبى لِمَنْ بالنِّعالِ صَحَى
تَعَلَّقْ بِها يا سَمِيرَ الدُّجَى**** فَإلاّها قَطْ مَا نَجَى مَن نَجَى
سَلِ النَّفَحاتِ عَنِ المُرْتَجَى**** ومَنْ عَنْ ذَوِي الكَرْبِ قَدْ فَرَّجَا
فَطُوْبى لِمَنْ بالنِّعالِ صَحَى
تَوَسَّلْ وَزِدْ وَلا تَخْـشَى النُّهى**** فَتِلْكَ لنَا حُجْرَةُ المُنْتَهى
فَقِبْلَةُ قَصْدِ الوَرَى وَجْهُها**** وغايَةُ دَرْكِ النُّهَى كُنْهُها
فَطُوْبى لِمَنْ بالنِّعالِ صَحَى
﴿ قافية الخاء ﴾
لَهَا قَدَمٌ في العُلَى راسِخُ**** ومَجْدٌ لِنَهْجِ السَمَا ناسِخُ
كمالٌ لِشَمْسِ الوَرى ماسِخُ**** وَحُسْنٌ لِبَدْرِ الذُّرَى فاسِخُ
فَتِلْكَ لَنَا بُحْبُحٌ باذِخُ
بُطُونٌ تَجَلَّتْ لَنا أَثَرًا**** كَمَا قَدْ تَدَلَّى الأَنا بَـشَرًا
فَأَعْجِبْ بِها مَرْكَزٌ لِلْوَرَى**** وكلُّ المُصادِ في جَوْفِ الفِرَا
فَتِلْكَ لَنَا بُحْبُحٌ باذِخُ
لَئِنْ تَتَخَلّى فَتِلْكَ العَمَا**** وإنْ تَتَجَلَّى فَتِيْكَ السَّمَا
فَهِيَ لهُ كَصَياصِيْ الحِمَى**** وَهِيَ لَنا جَنَّةُ المُنْتَمَى
فَتِلْكَ لَنَا بُحْبُحٌ باذِخُ
﴿ قافية الدال ﴾
فَيا سَعْدَ سَعْدٍ بِها وسَعِيدْ**** فَمَن عَشِقَ النَّعْلَ ظَلَّ سَعِيدْ
يُضَحِّي بِعُرْسٍ ويُمْـسِي بِعِيدْ**** ولَو كانَ يَرْمِي الهَوى مِن بَعِيدْ
فَبُـشْرى لَنَا بِنِعالِ المَجِيْدْ
كَذاكَ عَلِيٌّ عَلِيٌّ بِها**** ومِن نُورِها ازْدادَ زَيْدٌ بَهَا
فَطُوبَى لهمْ كانُوا في قُرْبِها**** يَعِيشُونَ وَقْفًا على حُبِّهَا
فَبُـشْرى لَنَا بِنِعالِ المَجِيْدْ
غَبَطْنَا صَحابَتَها رُمَّةً**** على ما تَسَنَّى لَهُمْ ثَمَّةً
فَمِن قَدْرِها أُوْرِثُوا حُرْمَةً**** وصانَ لَهُم جاهُها ذِمَّةً
فَبُـشرى لَنَا بِنِعالِ المَجِيْدْ
﴿ قافية الذال ﴾
فَدُمْ نَحْوَها لائِذًا عائِذَا**** فَلا لَن تَرى غَيرَها مَنْفَذَا
إذا كانَ أهلُ السَّمَا لُوَّذَا**** فَفَرْضٌ عَلَينا الفَنَا عِندَ ذَا
فَيَا حَبَّذَا النَّعْلُ يا حَبَّذا
فَمَن أَوْحَى الأَنْباءَ لِلْأنْبِيَا**** وَمَن مَدَّى الإِلْهامَ لِلأَوْلِيَا
ومَن رَبَّى أَهْلَ الوَحَى بادِيَا**** ومَن نُورُهُ لِلْوَرَى هادِيَا
فَيَا حَبَّذَا النَّعْلُ يا حَبَّذا
فَالَارْسالُ تَرْشَحُ مِن هَدْيِها**** وَالَامْلاكُ تَرْضَعُ مِن ثَدْيِهَا
تَضَلَّعَ جِبْرِيلُ مِن رَيِّهَا**** فَصارَ أَمِينًا عَلى وَحْيِها
فَيَا حَبَّذَا النَّعْلُ يا حَبَّذا
﴿ قافية الخاء ﴾
ألَا تَدْرِي مَن مَدَى رُسْلَ الوَرى**** ومَن في عُرُوقِ الكُرُوبِ سَرَى
ومَن بِخُدُودِ الكَثِيبِ جَرى**** أَجَلْ ذاكَ عنْ دَرْكِنا اسْتَتَرى
فَيَا لَيْتَنا لِلْنِّعالِ ثَرَى
فَأَينَ العَـصَى عِندَ إِعْجَازِهَا**** وما خَاتَمُ المُلْكِ مِن رَمْزِها
ومَا قُدْرَةُ الرُّسْلِ مِن عِزِّها**** فَما الآيُ إلَّا مِنِ انْجازِها
فَيَا لَيْتَنا لِلْنِّعالِ ثَرَى
فَلَوْ ظَهَرَتْ لِليَّهُودِ عَيَانْ**** لَمَا احْتاجَ مُوسَى لهمْ مِن بَيانْ
لَآمَنَ كلُّ امْرِئٍ في الكَيانْ**** ولَانْجَلَى غَيبُ الأَنا لِلعَيَانْ
فَيَا لَيْتَنا لِلْنِّعالِ ثَرَى
إذا كانَ شِسْعُها قُطْبَ الرَّحَى**** فَلا تَرى إلَّا الـشِّراكِ الوَحَى
فَيا فَتْحَ مَن شَطْرَها قَدْ نَحَى**** ويا سِرَّ مَن هامَ حَتَّى انْمَحَى
فَطُوْبى لِمَنْ بالنِّعالِ صَحَى
تَعَلَّقْ بِها يا سَمِيرَ الدُّجَى**** فَإلاّها قَطْ مَا نَجَى مَن نَجَى
سَلِ النَّفَحاتِ عَنِ المُرْتَجَى**** ومَنْ عَنْ ذَوِي الكَرْبِ قَدْ فَرَّجَا
فَطُوْبى لِمَنْ بالنِّعالِ صَحَى
تَوَسَّلْ وَزِدْ وَلا تَخْـشَى النُّهى**** فَتِلْكَ لنَا حُجْرَةُ المُنْتَهى
فَقِبْلَةُ قَصْدِ الوَرَى وَجْهُها**** وغايَةُ دَرْكِ النُّهَى كُنْهُها
فَطُوْبى لِمَنْ بالنِّعالِ صَحَى
﴿ قافية الخاء ﴾
لَهَا قَدَمٌ في العُلَى راسِخُ**** ومَجْدٌ لِنَهْجِ السَمَا ناسِخُ
كمالٌ لِشَمْسِ الوَرى ماسِخُ**** وَحُسْنٌ لِبَدْرِ الذُّرَى فاسِخُ
فَتِلْكَ لَنَا بُحْبُحٌ باذِخُ
بُطُونٌ تَجَلَّتْ لَنا أَثَرًا**** كَمَا قَدْ تَدَلَّى الأَنا بَـشَرًا
فَأَعْجِبْ بِها مَرْكَزٌ لِلْوَرَى**** وكلُّ المُصادِ في جَوْفِ الفِرَا
فَتِلْكَ لَنَا بُحْبُحٌ باذِخُ
لَئِنْ تَتَخَلّى فَتِلْكَ العَمَا**** وإنْ تَتَجَلَّى فَتِيْكَ السَّمَا
فَهِيَ لهُ كَصَياصِيْ الحِمَى**** وَهِيَ لَنا جَنَّةُ المُنْتَمَى
فَتِلْكَ لَنَا بُحْبُحٌ باذِخُ
﴿ قافية الدال ﴾
فَيا سَعْدَ سَعْدٍ بِها وسَعِيدْ**** فَمَن عَشِقَ النَّعْلَ ظَلَّ سَعِيدْ
يُضَحِّي بِعُرْسٍ ويُمْـسِي بِعِيدْ**** ولَو كانَ يَرْمِي الهَوى مِن بَعِيدْ
فَبُـشْرى لَنَا بِنِعالِ المَجِيْدْ
كَذاكَ عَلِيٌّ عَلِيٌّ بِها**** ومِن نُورِها ازْدادَ زَيْدٌ بَهَا
فَطُوبَى لهمْ كانُوا في قُرْبِها**** يَعِيشُونَ وَقْفًا على حُبِّهَا
فَبُـشْرى لَنَا بِنِعالِ المَجِيْدْ
غَبَطْنَا صَحابَتَها رُمَّةً**** على ما تَسَنَّى لَهُمْ ثَمَّةً
فَمِن قَدْرِها أُوْرِثُوا حُرْمَةً**** وصانَ لَهُم جاهُها ذِمَّةً
فَبُـشرى لَنَا بِنِعالِ المَجِيْدْ
﴿ قافية الذال ﴾
فَدُمْ نَحْوَها لائِذًا عائِذَا**** فَلا لَن تَرى غَيرَها مَنْفَذَا
إذا كانَ أهلُ السَّمَا لُوَّذَا**** فَفَرْضٌ عَلَينا الفَنَا عِندَ ذَا
فَيَا حَبَّذَا النَّعْلُ يا حَبَّذا
فَمَن أَوْحَى الأَنْباءَ لِلْأنْبِيَا**** وَمَن مَدَّى الإِلْهامَ لِلأَوْلِيَا
ومَن رَبَّى أَهْلَ الوَحَى بادِيَا**** ومَن نُورُهُ لِلْوَرَى هادِيَا
فَيَا حَبَّذَا النَّعْلُ يا حَبَّذا
فَالَارْسالُ تَرْشَحُ مِن هَدْيِها**** وَالَامْلاكُ تَرْضَعُ مِن ثَدْيِهَا
تَضَلَّعَ جِبْرِيلُ مِن رَيِّهَا**** فَصارَ أَمِينًا عَلى وَحْيِها
فَيَا حَبَّذَا النَّعْلُ يا حَبَّذا
﴿ قافية الخاء ﴾
ألَا تَدْرِي مَن مَدَى رُسْلَ الوَرى**** ومَن في عُرُوقِ الكُرُوبِ سَرَى
ومَن بِخُدُودِ الكَثِيبِ جَرى**** أَجَلْ ذاكَ عنْ دَرْكِنا اسْتَتَرى
فَيَا لَيْتَنا لِلْنِّعالِ ثَرَى
فَأَينَ العَـصَى عِندَ إِعْجَازِهَا**** وما خَاتَمُ المُلْكِ مِن رَمْزِها
ومَا قُدْرَةُ الرُّسْلِ مِن عِزِّها**** فَما الآيُ إلَّا مِنِ انْجازِها
فَيَا لَيْتَنا لِلْنِّعالِ ثَرَى
فَلَوْ ظَهَرَتْ لِليَّهُودِ عَيَانْ**** لَمَا احْتاجَ مُوسَى لهمْ مِن بَيانْ
لَآمَنَ كلُّ امْرِئٍ في الكَيانْ**** ولَانْجَلَى غَيبُ الأَنا لِلعَيَانْ
فَيَا لَيْتَنا لِلْنِّعالِ ثَرَى
﴿ قافية الزاي ﴾
إلَى حِجْرِها كلُّ غَوْثٍ أَرَزْ**** وعَنْ جُحْرِها كلُّ قُطبٍ عَجَزْ
لِذلِكَ دِيْوانُهُم عَنَّا عَزْ**** لِمَا لَمَا كانَ إلَيها رَمَزْ
فَفَوْزًا لِمَنْ نَحْوَها قَدْ قَفَزْ
ثَرَاهَا إذَا غابُوا غَيْبُهُمُ**** هُناكَ إذا غارُوا جَيْبُهُمُ
وإنْ شاهَدُوا تِيْكَ قَلبُهُمُ**** حُضُورُهُمُ بلْ كَثِيبُهُمُ
فَفَوْزًا لِمَنْ نَحْوَها قَدْ قَفَزْ
عَلى دَرْبِها فاقَ سَيْرُهُمُ**** ومِن كَنزِها عَزَّ سِرُّهُمُ
وإلّا لَمَا نارَ نُورُهُمُ**** وإلّا لَطُوِّقَ طَيرُهُمُ
فَفَوْزًا لِمَنْ نَحْوَها قَدْ قَفَزْ
﴿ قافية السين ﴾
فَذاكَ جَمَالٌ عَزِيزٌ نَفِيسْ**** وحُسْنُ السِّوى إنْ تَجَلَّتْ خَسِيسْ
تَذَوَّقْ لَئِنْ كانَ فِيكَ حَسِيسْ**** وَأَوْقِدْ وَقُودَ الجَوى بالرَّسِيسْ
جَمَال النِّعَالِ لَطِيفٌ أَنِيْسْ
فمَا عَدْنُ والخُلْدُ مِن حُسْنِها**** فَمَا هُنَّ إلّا كأجْفانِها
وما العِشْقُ والحُبّ مِن دُونِها**** فَتِلْكُمُ لَيلَى لِمَجْنُونِها
جَمَال النِّعَالِ لَطِيفٌ أَنِيْسْ
كُؤُوسٌ وأٌنسٌ حُبُورٌ حُضُورْ**** وُصُولٌ وبَسْطٌ سُرُورٌ ونُورْ
رَبِيعٌ وعُرسٌ عُطُورٌ زُهُورْ**** عُيُونٌ وَحُسْنٌ خُدُورٌ خُمُورْ
جَمَال النِّعَالِ لَطِيفٌ أَنِيْسْ
﴿ قافية الشين ﴾
جَلالٌ مِنَ المُبتَدَى قَدْ نَشَا**** فَنارَتْ بِهِ سُبُحاتُ الغِشَا
فَلَو أنَّهُ مِن عَمَاهُ فَشَا**** لَخَرَّ الخَلِيلُ لَهُ واغْتَشَا
فَسُعْدَى لَنَا بِرِدَاءِ الغِشَا
فَوَيلٌ لِوَيلِ الجَحِيمِ بِهِ**** إذا ما اسْتَدارَتْ رَحَى حَرْبِهِ
نَعُوذُ بِوَجْهِها مِن شُهْبِهِ**** فَيا لَيْتَهُ دام في غَرْبهِ
فَسُعْدَى لَنَا بِرِدَاءِ الغِشَا
ألَم تَكُ تَكْفِيهِ سَطْوُ العِدَا**** بَلى يَتَعالى عَلَيهِمْ يَدَا
ولَكِنَّهُ حِكْمَةً مابَدَا**** فَلَو كانَ كانَ تَحَدَّ الرَّدَى
فَسُعْدَى لَنَا بِرِدَاءِ الغِشَا
﴿ قافية الصاد ﴾
كَمالٌ هُوَ الحَقُّ لا بالقَصَصْ**** ولَو لَم يَكُن قَدْ أتَى فِيهِ نَصْ
فَذاكَ عُمُومٌ وهَذا أَخَصْ**** وهَلْ مَن غَوى مِثلُ مَن قَدْ خَلَصْ
فَوَيْلٌ وَوَيْلٌ لِمَنِ انْتَقَصْ
يَقُولُونَ ما هُوَ إلاّ نِعالْ**** ولَكِن لِمَن هُوَ لِلْمُتَعالْ
فَقَدْرُ النِّعالِ بِقَدْرِ الرِّجالْ**** فَأَقْدِسْ إذًا بِنِعالِ الكَمالْ
فَوَيْلٌ وَوَيْلٌ لِمَنِ انْتَقَصْ
فَلَسْتُ أَرَى النَّعلَ إلاّ مِثالْ**** بَلَى بَلْ أَراهُ جمَالَ الوِّصالْ
وَلَسْتُ كَمَنْ يَعْتَنِي بالخَيَالْ**** ولَا مَن يُرائِي بِنَقْشِ المَقالْ
فَوَيْلٌ وَوَيْلٌ لِمَنِ انْتَقَصْ
﴿ قافية الضاد ﴾
فَدونَكَ لَا تَعْبَأَنْ بالنَّقِيضْ**** وَدَعْ دَعْوى كلِّ عُتُلٍّ بَغِيضْ
فَلا يُنكِرِ النّعْلَ إلاّ مَرِيضْ**** خَبيثُ المِزاجِ غَرِيقُ الحَضِيضْ
فَيَا لَيْتَها بالجَمَالِ تَفِيْضْ
فَسَلْ مُفْتِياتِ الهَوَى والفُتُونْ**** إذا ما بَدَى النَّعلُ ما سَيَكُونْ
ولا سِيَّمَا في النَّوى والشُّجُونْ**** يَقُلْنَ فَمَا يَبْقَى إلاّ الجُنُونْ
فَيَا لَيْتَها بالجَمَالِ تَفِيْضْ
وسَلْ قَيسَ لَيلَى سُؤالًا قَرِيبْ**** لَكَ الدُّنيَا أمْ نَعلُ لَيلَى نَصِيبْ
لَقالَ سُؤالٌ عَجِيبٌ غَرِيبْ**** أَيَرْضَى المُحِبُّ بِغَيرِ الحَبيبْ
فَيَا لَيْتَها بالجَمَالِ تَفِيْضْ
﴿ قافية الطاء ﴾
أَنَبْغِي سِواها لَنا واسِطَهْ**** وهِي الّتي لَم تَزَلْ باسِطَهْ
فَبِالعَينِ ظَلَّت لَنا رابِطَهْ**** طِوالَ الدُّهُورُ بِنا حائِطَهْ
أَلَا هَلْ نَراهَا لَنَا واسطَهْ
شَفِيعَةُ كلِّ الوَرى في غَدِ**** غِياثُ البَرايا مِنَ النّكَدِ
فَتِلكَ لَنا غايَةُ المَقْصِدِ**** وَلَسْنا بِنَلْوِي على أَحَدِ
أَلَا هَلْ نَراهَا لَنَا واسطَهْ
فَفِي القَبرِ تِلكُمُ جُنَّتُنا**** وفي الحَـشْرِ تِلكُمُ حُجَّتُنا
وفي الخُلدِ تِلكُمُ جَنَّتُنا**** وفي الكُثبِ تِلكُمُ وِجْهَتُنَا
أَلَا هَلْ نَراهَا لَنَا واسطَهْ
﴿ قافية الظاء ﴾
على وَصْلِها يا فَقِيهُ فَحُظْ**** وعَن فَصْلِها يا خَطِيبُ فَعِظْ
وأنْتَ بِها يا مُرِيدُ أَحَظْ**** فَلا يَسْتَوي الأعْمى مَعْ مَنْ لحَظْ
فَثَابِرْ عَلى عِشْقِها وَأَلِظْ
فَأهْلُ التّعَلُّقِ أَوْلى بِها**** بِمَشْهَدِها وبِمَـشْرَبِها
فَدُومُوا جَمِيعًا على بابِها**** تَنَالُوا الوصال بأعتابها
فَثَابِرْ عَلى عِشْقِها وَأَلِظْ
فمَن يَدَّعِي الحُبَّ مِن غَيرِها**** كمَنْ قَدْ أتى البَّيتَ مِن ظَهرِها
فَلا سَيرَ إلاّ بأنْوارِها**** ولا عَرْجَ إلاّ بأسْرارِها
فَثَابِرْ عَلى عِشْقِها وَأَلِظْ
﴿ قافية العين ﴾
تَحَقَّقْ بِها تِلكَ جَمْعُ الجَمِيعْ**** ثَراها لِكلِّ البَرايا رَبِيعْ
وِسامٌ رَفِيعٌ وَوَصْفٌ بَدِيعْ**** وحِصْنٌ مِن البَينِ دِرْعٌ مَنِيعْ
فَمَا فازَ بالوَصْلِ إلاَّ الـضَّرِيعْ
لَكَ الوَصْلُ والمُنتَهى والفُتُوحْ**** إذا ما رَأَيتَ النِّعالَ تَلُوحْ
هُناكَ تُعَلِّيكَ فَوقَ السُّطُوحْ**** رُوَيْدَكَ بالـسِّرَ لَا لَن أَبُوحْ
فَمَا فازَ بالوَصْلِ إلاَّ الضَّرِيـعْ
عَرَجْنَا بِها فَوقَ كلِّ سَمَا**** وجُزْنا بِها عارِضَاتِ العَمَا
فَدَعْنِي وسَلْ كلَّ مَن قَدْ سَما**** أَرَايْتَ غيرَ النِّعالِ العَمى
فَمَا فازَ بالوَصْلِ إلاَّ الضَّرِيـعْ
﴿ قافية الغين ﴾
ولا تَتَعَجَّبْ هُنا فَتَزِغْ**** تَقُلْ لِيَ آلآنَ هَذا بَزَغْ
فَكلَاَّ ولَكنْ قَدِيْماً نَبَغْ**** ونالَ مِنَ الـسِّرِّ حتّى بَلَغْ
تَعَظَّمَ مَنْ لِلْنِّعالِ صَبَغْ
نَعَم كُنْهُها باتَ عَنّا خَلِي*** إلَى الآنَ لازالَ كالأَوَلِ
ولوْ أنّهُ في العُلى يَنْجَلِي**** ولكنَّهُ رَحْمَةً يَدَّلِي
تَعَظَّمَ مَنْ لِلْنِّعالِ صَبَغْ
فَنَشْهَدُ أن لا شَرِيكَ لَها**** ولا نِدَّ لاجِنسَ لامِثْلَها
ونَشْهَدُ أنَّ الورى كُلَّها**** شِراكٌ لهَا تَرْتَجِي وَصْلَها
تَعَظَّمَ مَنْ لِلْنِّعالِ صَبَغْ
﴿ قافية الفاء ﴾
كُنُوزٌ تَوارَتْ وَراءَ الصُّدُوفْ**** كَما يَخْتَفي المَعْنَى خَلْفَ الحُرُوفْ
ولَو أنَّها في السُّقُوفِ تَطُوفْ**** تُحالُ ما بَينَ الدُّنا بالرُّفُوفْ
فمَا نَالَها إلاَّ أَهْلُ الوُقُوْفْ
يُشاهِدُها القَومُ خَلفَ السُّتُورْ**** إذا ما تَدَلَّتْ بِدُونِ خُمُورْ
فأَعْظِمْ بِعُشَّاقِ ذاتِ الخُدُورْ**** أُولَئِكَ أَهلُ الهَوى والخمُورْ
فمَا نَالَها إلاَّ أَهْلُ الوُقُوْفْ
تَلُوحُ بِأَنْوارِ يُوْحِ القِدَمْ**** تَفُوحُ بِأَسْرارِ رُوحِ القِدَم
فَكَمْ مِن فَتًى في هَواهَا اصْطَلَمْ**** إذا بَانَ حاجِبُ بِنْتِ الكَرَمْ
فمَا نَالَها إلاَّ أَهْلُ الوُقُوْفْ
﴿ قافية العين ﴾
أَلا إنَّها حَـضْرَةُ المُلْتَقى**** فَفِرُّوا جَمِيعًا إلى المُرْتَقَى
صَفاءٌ سَنَاءٌ فَناءٌ بَقَا**** فَهَيّا ياصُوفِي لِكَي تَعْلَقَا
فَأُنْسًا لِمَن بالنِّعالِ اسْتَقَى
فَتِلكَ صُدُوفُ فُصُوصِ الحِكَمْ**** بلِ انَّها نُونُ مِدادِ القَلَمْ
فَكَم فاضَ مِنها رَقِيمٌ وَكَمْ**** تَرَبَّتْ على حِجْرِها مِن كَلِمْ
فَأُنْسًا لِمَن بالنِّعالِ اسْتَقَى
فَذلِكَ مِيزانُ أهْلِ الشُّهُودْ**** يَرَونَ النِّعالَ دَليلَ العُهُودْ
فَمَن رامَ فَيضَ بُحورِ المُدُودْ**** عَلَيهِ مِنَ المَهْرِ وَقْفُ السُّجُودْ
فَأُنْسًا لِمَن بالنِّعالِ اسْتَقَى
﴿ قافية الكاف ﴾
تَنَشَّقْ ثَراها فَكَم مِن مَلَكْ**** تَفانَى بالأَعْتابِ حتَّى مَلَكْ
فَفاقَ بِها كلَّ ذاتِ فَلَكْ**** وإنْ تَرْتَجِي ذاكَ مِنها فَلَكْ
فَوَجِّهْ إلى شَطْرِها مَشْهَدَكْ
فمَن خَدَمَ الشِسْعَ حازَ الثَرى**** وذاقَ مِنَ الوَصلِ لَثمَ الثَّرَى
وسادَ على طَورِ دَورِ الوَرى**** وخَلَّفْ أَهْلَ المعَالي وَرَا
فَوَجِّهْ إلى شَطْرِها مَشْهَدَكْ
فَذاكَ هُوَ السَوْدُ والسُّؤْدَدُ**** كذاكَ هُوَ المَجْدُ والمَحْمَدُ
وَهاتِكُمُ المَورِدُ المَدَدُ**** فَكُونُوا لَها خَدَمًا تَسْعَدُوا
فَوَجِّهْ إلى شَطْرِها مَشْهَدَكْ
﴿ قافية اللام ﴾
فَسارِعْ إلى حَوْزِ قَصْبِ الوِّصالْ**** وآتي على مِثْلِها بالمُحالْ
ولا تَرْضى إلاّ بِلَثْمِ النِّعالْ**** فإنَّ الجَمِيلَ يُحِبُّ الجَمالْ
أَلَا فالنِّعالَ النِّعالَ النِّعالْ
وشاهِدْ علَيها جَمالَ الحَبِيبْ**** لِكَي تُسْقى مِن خَنْدَرِيسِ الكَّثِيبْ
ولا تَبْغِي إلاّ الوِّصالَ نَصِيبْ**** وَلَو دُمْتَ في المُنْتَفَى والنَّحِيبْ
أَلَا فالنِّعالَ النِّعالَ النِّعالْ
ألَا قُلْ لِمَن يَشْكِي أَوْحالَهُ**** وَيَنْعِي مَقامَهُ أَوْ حالَهُ
بِأنَّ هَوى النَّعْلِ أَوْحَى لَهُ**** وَلَوْ سالَ قَلْبَهُ أَوْحَى لَهُ
أَلَا فالنِّعالَ النِّعالَ النِّعالْ
﴿ قافية الميم ﴾
فَهادُونَكُم يا رُوادَ القَلَمْ**** هُنالِكَ تُجْنى كُنُوزُ الحِكَمْ
تَفانَوا بِمَدْحِ نِعالِ الكَرَمْ**** وإلاّ فَذاكَ الصَّمَمْ والبَكَمْ
فَمَدْحُ سِوَى النَّعْلِ قَدْحٌ وَذَمْ
فَمِن حَوْضِها إِغْتِرِفْ ياأَدِيبْ**** ومِن رَوْضِها إقْتَطِفْ ياخَطِيبْ
فَـسِرُّ النِّعالِ عَجِيبٌ غَرِيبْ**** خَصِيبٌ رَحِيبٌ قَرِيبٌ مُجِيبْ
فَمَدْحُ سِوَى النَّعْلِ قَدْحٌ وَذَمْ
جَعَلْتُ مَدِيحِي لَها وَصْلَةً**** عَـسَى أنْ تَدُومَ لنَا خُلَّةً
فإنّي عُبَيدٌ لَها جُمْلَةً**** أُنادِيها يا رَبَّتِي نَزْلَةً
فَمَدْحُ سِوَى النَّعْلِ قَدْحٌ وَذَمْ
﴿ قافية النون ﴾
دَعُونِي ودَعْوايَ أَوْ وَدِّعُونْ**** إِلَيكُمْ فإنْ شِئْتُمُ بَدِّعُونْ
لَقَدْ فارَ وَجْدِي وجَنَّ الجُنُونْ**** وفاضَ غَرامِي بِمَوجِ الشُّجُونْ
هِيَ الرُّوْحُ والقَلْبُ ماءُ العُيُونْ
لِكُلِّ امْرِئٍ مُشْتَهى قَلْبِهِ**** وَهَلْ يُذْنِبُ القَلْبُ في حُبِّهِ
فإنْ كُنتَ تَقْوَى على سَلْبِهِ**** فَأنْقِظْ فُؤادِيَ مِن ذَنْبِهِ
هِيَ الرُّوْحُ والقَلْبُ ماءُ العُيُونْ
كذلِكَ حالُ الغرامِ إذَا**** حَلَا صارَ في مُهْجَتِي كالغِذَا
ألَا لَيْتَنِي تَحْتَها كالحِذَا**** لَأَلْثُمَ لَثْمًا فَيَا حَبَّذَا
هِيَ الرُّوْحُ والقَلْبُ ماءُ العُيُونْ
﴿ قافية الهاء ﴾
أَلَمْ يانِ أنْ تَنْتَهُوا يا نُها**** فَلا تَزِنُوا وَجْدَنَا بالنُّهى
فإنَّ الحِجَا هاهُنا قَدْ وَهَى**** ونَقْدُ اللَّبِيبِ هُنا قَدْ سَهَا
فإِنّا جَمِيعًا عَبِيدٌ لَهَا
لَئِنْ شَقَّى أَهْلُ التَّصابِي الجُيُوبْ**** فإنَّا عَلَيها نَشُقُّ القُلُوبْ
وإنْ خاضَ أهلُ العُرُوجِ الغُيُوبْ**** فإنَّا إلَيها نَجُوبُ الجُيُوبْ
فإِنّا جَمِيعًا عَبِيدٌ لَهَا
أَلَا فاشْهَدُوا عِندَ سَيِّدَتِي**** بأنَّ هَواها غَدَا مِلَّتِي
فَتِلْكَ وحَقِّ الهَوَى مُهْجَتِي**** زَهِدْتُ بِها حَتّى في جَنَّتِي
فإِنّا جَمِيعًا عَبِيدٌ لَهَا
﴿ قافية الواو ﴾
إذا كانَ نَجْمُ الوَحَى قَد هَوى**** فَكيفَ بِنا لا نَذُوقُ الهَوى
بَلى بلْ يَحِقُّ عَلَينا الجَوى**** ولَا سِيَّمَا بَعدَ فَرْطِ النَّوَى
أَلَا إِنَّ لَثْمَ النِّعالِ الدَّوَا
أَيَا حادِيَ الشَّوْقِ غَنِّي بِها**** لِأَصْلَى الصَّبابَةَ في جَنْبِها
ويا عاصِرَ الخَمْرِ مِن حَبِّها**** أَفِضْها ولَوْ مِتُّ في حُبِّهَا
أَلَا إِنَّ لَثْمَ النِّعالِ الدَّوَا
سَأُعْلِنُها جَهْرَةً في المَلا**** بأنّي حَبيبُ نِعالِ العُلى
فمنْ شاءَ يُؤمِنْ ومَن شاءَ لَا **** فَهذا مَقامِي لَكُم إِنْجَلى
أَلَا إِنَّ لَثْمَ النِّعالِ الدَّوَا
﴿ قافية الياء ﴾
فيَا بَهْجَةَ الرُّوحِ عُودِي إلَيْ**** أَيَا مَنْ فَرَضْتِ الغَرامَ عَلَيْ
فقُولِي رَجاءً على الوَصْلِ حَيْ**** وَمِن بَعْدِ ذَلِكَ لا أبْغِي شَيْ
فَنَرْجُوكِ قُوْلِي إلَيَّ إِلَيْ
حَنانًا حَنانًا وعَطْفًا بِنَا**** تَجَلِّي دَوامًا لِمَجْلِسِنَا
فَنحْنُ لَكِ هَلْ تَكُونِي لَنا**** فإنَّا نُرَجِّي بِكِ فَتْحَنَا
فَنَرْجُوكِ قُوْلِي إلَيَّ إِلَيْ
فَلَبَّيْكِ نَحنُ لَدَيكِ خَدَمْ**** فَلَبَّيْكِ سَعْدَيكِ قُولِي نَعَمْ
فَهذا شِعارُ المَشاعِرِ تَمْ**** وأَمَّا غَرامِيْ فَلَنْ يُخْتَتَمْ
فَنَرْجُوكِ قُوْلِي إلَيَّ إِلَيْ
إلَى حِجْرِها كلُّ غَوْثٍ أَرَزْ**** وعَنْ جُحْرِها كلُّ قُطبٍ عَجَزْ
لِذلِكَ دِيْوانُهُم عَنَّا عَزْ**** لِمَا لَمَا كانَ إلَيها رَمَزْ
فَفَوْزًا لِمَنْ نَحْوَها قَدْ قَفَزْ
ثَرَاهَا إذَا غابُوا غَيْبُهُمُ**** هُناكَ إذا غارُوا جَيْبُهُمُ
وإنْ شاهَدُوا تِيْكَ قَلبُهُمُ**** حُضُورُهُمُ بلْ كَثِيبُهُمُ
فَفَوْزًا لِمَنْ نَحْوَها قَدْ قَفَزْ
عَلى دَرْبِها فاقَ سَيْرُهُمُ**** ومِن كَنزِها عَزَّ سِرُّهُمُ
وإلّا لَمَا نارَ نُورُهُمُ**** وإلّا لَطُوِّقَ طَيرُهُمُ
فَفَوْزًا لِمَنْ نَحْوَها قَدْ قَفَزْ
﴿ قافية السين ﴾
فَذاكَ جَمَالٌ عَزِيزٌ نَفِيسْ**** وحُسْنُ السِّوى إنْ تَجَلَّتْ خَسِيسْ
تَذَوَّقْ لَئِنْ كانَ فِيكَ حَسِيسْ**** وَأَوْقِدْ وَقُودَ الجَوى بالرَّسِيسْ
جَمَال النِّعَالِ لَطِيفٌ أَنِيْسْ
فمَا عَدْنُ والخُلْدُ مِن حُسْنِها**** فَمَا هُنَّ إلّا كأجْفانِها
وما العِشْقُ والحُبّ مِن دُونِها**** فَتِلْكُمُ لَيلَى لِمَجْنُونِها
جَمَال النِّعَالِ لَطِيفٌ أَنِيْسْ
كُؤُوسٌ وأٌنسٌ حُبُورٌ حُضُورْ**** وُصُولٌ وبَسْطٌ سُرُورٌ ونُورْ
رَبِيعٌ وعُرسٌ عُطُورٌ زُهُورْ**** عُيُونٌ وَحُسْنٌ خُدُورٌ خُمُورْ
جَمَال النِّعَالِ لَطِيفٌ أَنِيْسْ
﴿ قافية الشين ﴾
جَلالٌ مِنَ المُبتَدَى قَدْ نَشَا**** فَنارَتْ بِهِ سُبُحاتُ الغِشَا
فَلَو أنَّهُ مِن عَمَاهُ فَشَا**** لَخَرَّ الخَلِيلُ لَهُ واغْتَشَا
فَسُعْدَى لَنَا بِرِدَاءِ الغِشَا
فَوَيلٌ لِوَيلِ الجَحِيمِ بِهِ**** إذا ما اسْتَدارَتْ رَحَى حَرْبِهِ
نَعُوذُ بِوَجْهِها مِن شُهْبِهِ**** فَيا لَيْتَهُ دام في غَرْبهِ
فَسُعْدَى لَنَا بِرِدَاءِ الغِشَا
ألَم تَكُ تَكْفِيهِ سَطْوُ العِدَا**** بَلى يَتَعالى عَلَيهِمْ يَدَا
ولَكِنَّهُ حِكْمَةً مابَدَا**** فَلَو كانَ كانَ تَحَدَّ الرَّدَى
فَسُعْدَى لَنَا بِرِدَاءِ الغِشَا
﴿ قافية الصاد ﴾
كَمالٌ هُوَ الحَقُّ لا بالقَصَصْ**** ولَو لَم يَكُن قَدْ أتَى فِيهِ نَصْ
فَذاكَ عُمُومٌ وهَذا أَخَصْ**** وهَلْ مَن غَوى مِثلُ مَن قَدْ خَلَصْ
فَوَيْلٌ وَوَيْلٌ لِمَنِ انْتَقَصْ
يَقُولُونَ ما هُوَ إلاّ نِعالْ**** ولَكِن لِمَن هُوَ لِلْمُتَعالْ
فَقَدْرُ النِّعالِ بِقَدْرِ الرِّجالْ**** فَأَقْدِسْ إذًا بِنِعالِ الكَمالْ
فَوَيْلٌ وَوَيْلٌ لِمَنِ انْتَقَصْ
فَلَسْتُ أَرَى النَّعلَ إلاّ مِثالْ**** بَلَى بَلْ أَراهُ جمَالَ الوِّصالْ
وَلَسْتُ كَمَنْ يَعْتَنِي بالخَيَالْ**** ولَا مَن يُرائِي بِنَقْشِ المَقالْ
فَوَيْلٌ وَوَيْلٌ لِمَنِ انْتَقَصْ
﴿ قافية الضاد ﴾
فَدونَكَ لَا تَعْبَأَنْ بالنَّقِيضْ**** وَدَعْ دَعْوى كلِّ عُتُلٍّ بَغِيضْ
فَلا يُنكِرِ النّعْلَ إلاّ مَرِيضْ**** خَبيثُ المِزاجِ غَرِيقُ الحَضِيضْ
فَيَا لَيْتَها بالجَمَالِ تَفِيْضْ
فَسَلْ مُفْتِياتِ الهَوَى والفُتُونْ**** إذا ما بَدَى النَّعلُ ما سَيَكُونْ
ولا سِيَّمَا في النَّوى والشُّجُونْ**** يَقُلْنَ فَمَا يَبْقَى إلاّ الجُنُونْ
فَيَا لَيْتَها بالجَمَالِ تَفِيْضْ
وسَلْ قَيسَ لَيلَى سُؤالًا قَرِيبْ**** لَكَ الدُّنيَا أمْ نَعلُ لَيلَى نَصِيبْ
لَقالَ سُؤالٌ عَجِيبٌ غَرِيبْ**** أَيَرْضَى المُحِبُّ بِغَيرِ الحَبيبْ
فَيَا لَيْتَها بالجَمَالِ تَفِيْضْ
﴿ قافية الطاء ﴾
أَنَبْغِي سِواها لَنا واسِطَهْ**** وهِي الّتي لَم تَزَلْ باسِطَهْ
فَبِالعَينِ ظَلَّت لَنا رابِطَهْ**** طِوالَ الدُّهُورُ بِنا حائِطَهْ
أَلَا هَلْ نَراهَا لَنَا واسطَهْ
شَفِيعَةُ كلِّ الوَرى في غَدِ**** غِياثُ البَرايا مِنَ النّكَدِ
فَتِلكَ لَنا غايَةُ المَقْصِدِ**** وَلَسْنا بِنَلْوِي على أَحَدِ
أَلَا هَلْ نَراهَا لَنَا واسطَهْ
فَفِي القَبرِ تِلكُمُ جُنَّتُنا**** وفي الحَـشْرِ تِلكُمُ حُجَّتُنا
وفي الخُلدِ تِلكُمُ جَنَّتُنا**** وفي الكُثبِ تِلكُمُ وِجْهَتُنَا
أَلَا هَلْ نَراهَا لَنَا واسطَهْ
﴿ قافية الظاء ﴾
على وَصْلِها يا فَقِيهُ فَحُظْ**** وعَن فَصْلِها يا خَطِيبُ فَعِظْ
وأنْتَ بِها يا مُرِيدُ أَحَظْ**** فَلا يَسْتَوي الأعْمى مَعْ مَنْ لحَظْ
فَثَابِرْ عَلى عِشْقِها وَأَلِظْ
فَأهْلُ التّعَلُّقِ أَوْلى بِها**** بِمَشْهَدِها وبِمَـشْرَبِها
فَدُومُوا جَمِيعًا على بابِها**** تَنَالُوا الوصال بأعتابها
فَثَابِرْ عَلى عِشْقِها وَأَلِظْ
فمَن يَدَّعِي الحُبَّ مِن غَيرِها**** كمَنْ قَدْ أتى البَّيتَ مِن ظَهرِها
فَلا سَيرَ إلاّ بأنْوارِها**** ولا عَرْجَ إلاّ بأسْرارِها
فَثَابِرْ عَلى عِشْقِها وَأَلِظْ
﴿ قافية العين ﴾
تَحَقَّقْ بِها تِلكَ جَمْعُ الجَمِيعْ**** ثَراها لِكلِّ البَرايا رَبِيعْ
وِسامٌ رَفِيعٌ وَوَصْفٌ بَدِيعْ**** وحِصْنٌ مِن البَينِ دِرْعٌ مَنِيعْ
فَمَا فازَ بالوَصْلِ إلاَّ الـضَّرِيعْ
لَكَ الوَصْلُ والمُنتَهى والفُتُوحْ**** إذا ما رَأَيتَ النِّعالَ تَلُوحْ
هُناكَ تُعَلِّيكَ فَوقَ السُّطُوحْ**** رُوَيْدَكَ بالـسِّرَ لَا لَن أَبُوحْ
فَمَا فازَ بالوَصْلِ إلاَّ الضَّرِيـعْ
عَرَجْنَا بِها فَوقَ كلِّ سَمَا**** وجُزْنا بِها عارِضَاتِ العَمَا
فَدَعْنِي وسَلْ كلَّ مَن قَدْ سَما**** أَرَايْتَ غيرَ النِّعالِ العَمى
فَمَا فازَ بالوَصْلِ إلاَّ الضَّرِيـعْ
﴿ قافية الغين ﴾
ولا تَتَعَجَّبْ هُنا فَتَزِغْ**** تَقُلْ لِيَ آلآنَ هَذا بَزَغْ
فَكلَاَّ ولَكنْ قَدِيْماً نَبَغْ**** ونالَ مِنَ الـسِّرِّ حتّى بَلَغْ
تَعَظَّمَ مَنْ لِلْنِّعالِ صَبَغْ
نَعَم كُنْهُها باتَ عَنّا خَلِي*** إلَى الآنَ لازالَ كالأَوَلِ
ولوْ أنّهُ في العُلى يَنْجَلِي**** ولكنَّهُ رَحْمَةً يَدَّلِي
تَعَظَّمَ مَنْ لِلْنِّعالِ صَبَغْ
فَنَشْهَدُ أن لا شَرِيكَ لَها**** ولا نِدَّ لاجِنسَ لامِثْلَها
ونَشْهَدُ أنَّ الورى كُلَّها**** شِراكٌ لهَا تَرْتَجِي وَصْلَها
تَعَظَّمَ مَنْ لِلْنِّعالِ صَبَغْ
﴿ قافية الفاء ﴾
كُنُوزٌ تَوارَتْ وَراءَ الصُّدُوفْ**** كَما يَخْتَفي المَعْنَى خَلْفَ الحُرُوفْ
ولَو أنَّها في السُّقُوفِ تَطُوفْ**** تُحالُ ما بَينَ الدُّنا بالرُّفُوفْ
فمَا نَالَها إلاَّ أَهْلُ الوُقُوْفْ
يُشاهِدُها القَومُ خَلفَ السُّتُورْ**** إذا ما تَدَلَّتْ بِدُونِ خُمُورْ
فأَعْظِمْ بِعُشَّاقِ ذاتِ الخُدُورْ**** أُولَئِكَ أَهلُ الهَوى والخمُورْ
فمَا نَالَها إلاَّ أَهْلُ الوُقُوْفْ
تَلُوحُ بِأَنْوارِ يُوْحِ القِدَمْ**** تَفُوحُ بِأَسْرارِ رُوحِ القِدَم
فَكَمْ مِن فَتًى في هَواهَا اصْطَلَمْ**** إذا بَانَ حاجِبُ بِنْتِ الكَرَمْ
فمَا نَالَها إلاَّ أَهْلُ الوُقُوْفْ
﴿ قافية العين ﴾
أَلا إنَّها حَـضْرَةُ المُلْتَقى**** فَفِرُّوا جَمِيعًا إلى المُرْتَقَى
صَفاءٌ سَنَاءٌ فَناءٌ بَقَا**** فَهَيّا ياصُوفِي لِكَي تَعْلَقَا
فَأُنْسًا لِمَن بالنِّعالِ اسْتَقَى
فَتِلكَ صُدُوفُ فُصُوصِ الحِكَمْ**** بلِ انَّها نُونُ مِدادِ القَلَمْ
فَكَم فاضَ مِنها رَقِيمٌ وَكَمْ**** تَرَبَّتْ على حِجْرِها مِن كَلِمْ
فَأُنْسًا لِمَن بالنِّعالِ اسْتَقَى
فَذلِكَ مِيزانُ أهْلِ الشُّهُودْ**** يَرَونَ النِّعالَ دَليلَ العُهُودْ
فَمَن رامَ فَيضَ بُحورِ المُدُودْ**** عَلَيهِ مِنَ المَهْرِ وَقْفُ السُّجُودْ
فَأُنْسًا لِمَن بالنِّعالِ اسْتَقَى
﴿ قافية الكاف ﴾
تَنَشَّقْ ثَراها فَكَم مِن مَلَكْ**** تَفانَى بالأَعْتابِ حتَّى مَلَكْ
فَفاقَ بِها كلَّ ذاتِ فَلَكْ**** وإنْ تَرْتَجِي ذاكَ مِنها فَلَكْ
فَوَجِّهْ إلى شَطْرِها مَشْهَدَكْ
فمَن خَدَمَ الشِسْعَ حازَ الثَرى**** وذاقَ مِنَ الوَصلِ لَثمَ الثَّرَى
وسادَ على طَورِ دَورِ الوَرى**** وخَلَّفْ أَهْلَ المعَالي وَرَا
فَوَجِّهْ إلى شَطْرِها مَشْهَدَكْ
فَذاكَ هُوَ السَوْدُ والسُّؤْدَدُ**** كذاكَ هُوَ المَجْدُ والمَحْمَدُ
وَهاتِكُمُ المَورِدُ المَدَدُ**** فَكُونُوا لَها خَدَمًا تَسْعَدُوا
فَوَجِّهْ إلى شَطْرِها مَشْهَدَكْ
﴿ قافية اللام ﴾
فَسارِعْ إلى حَوْزِ قَصْبِ الوِّصالْ**** وآتي على مِثْلِها بالمُحالْ
ولا تَرْضى إلاّ بِلَثْمِ النِّعالْ**** فإنَّ الجَمِيلَ يُحِبُّ الجَمالْ
أَلَا فالنِّعالَ النِّعالَ النِّعالْ
وشاهِدْ علَيها جَمالَ الحَبِيبْ**** لِكَي تُسْقى مِن خَنْدَرِيسِ الكَّثِيبْ
ولا تَبْغِي إلاّ الوِّصالَ نَصِيبْ**** وَلَو دُمْتَ في المُنْتَفَى والنَّحِيبْ
أَلَا فالنِّعالَ النِّعالَ النِّعالْ
ألَا قُلْ لِمَن يَشْكِي أَوْحالَهُ**** وَيَنْعِي مَقامَهُ أَوْ حالَهُ
بِأنَّ هَوى النَّعْلِ أَوْحَى لَهُ**** وَلَوْ سالَ قَلْبَهُ أَوْحَى لَهُ
أَلَا فالنِّعالَ النِّعالَ النِّعالْ
﴿ قافية الميم ﴾
فَهادُونَكُم يا رُوادَ القَلَمْ**** هُنالِكَ تُجْنى كُنُوزُ الحِكَمْ
تَفانَوا بِمَدْحِ نِعالِ الكَرَمْ**** وإلاّ فَذاكَ الصَّمَمْ والبَكَمْ
فَمَدْحُ سِوَى النَّعْلِ قَدْحٌ وَذَمْ
فَمِن حَوْضِها إِغْتِرِفْ ياأَدِيبْ**** ومِن رَوْضِها إقْتَطِفْ ياخَطِيبْ
فَـسِرُّ النِّعالِ عَجِيبٌ غَرِيبْ**** خَصِيبٌ رَحِيبٌ قَرِيبٌ مُجِيبْ
فَمَدْحُ سِوَى النَّعْلِ قَدْحٌ وَذَمْ
جَعَلْتُ مَدِيحِي لَها وَصْلَةً**** عَـسَى أنْ تَدُومَ لنَا خُلَّةً
فإنّي عُبَيدٌ لَها جُمْلَةً**** أُنادِيها يا رَبَّتِي نَزْلَةً
فَمَدْحُ سِوَى النَّعْلِ قَدْحٌ وَذَمْ
﴿ قافية النون ﴾
دَعُونِي ودَعْوايَ أَوْ وَدِّعُونْ**** إِلَيكُمْ فإنْ شِئْتُمُ بَدِّعُونْ
لَقَدْ فارَ وَجْدِي وجَنَّ الجُنُونْ**** وفاضَ غَرامِي بِمَوجِ الشُّجُونْ
هِيَ الرُّوْحُ والقَلْبُ ماءُ العُيُونْ
لِكُلِّ امْرِئٍ مُشْتَهى قَلْبِهِ**** وَهَلْ يُذْنِبُ القَلْبُ في حُبِّهِ
فإنْ كُنتَ تَقْوَى على سَلْبِهِ**** فَأنْقِظْ فُؤادِيَ مِن ذَنْبِهِ
هِيَ الرُّوْحُ والقَلْبُ ماءُ العُيُونْ
كذلِكَ حالُ الغرامِ إذَا**** حَلَا صارَ في مُهْجَتِي كالغِذَا
ألَا لَيْتَنِي تَحْتَها كالحِذَا**** لَأَلْثُمَ لَثْمًا فَيَا حَبَّذَا
هِيَ الرُّوْحُ والقَلْبُ ماءُ العُيُونْ
﴿ قافية الهاء ﴾
أَلَمْ يانِ أنْ تَنْتَهُوا يا نُها**** فَلا تَزِنُوا وَجْدَنَا بالنُّهى
فإنَّ الحِجَا هاهُنا قَدْ وَهَى**** ونَقْدُ اللَّبِيبِ هُنا قَدْ سَهَا
فإِنّا جَمِيعًا عَبِيدٌ لَهَا
لَئِنْ شَقَّى أَهْلُ التَّصابِي الجُيُوبْ**** فإنَّا عَلَيها نَشُقُّ القُلُوبْ
وإنْ خاضَ أهلُ العُرُوجِ الغُيُوبْ**** فإنَّا إلَيها نَجُوبُ الجُيُوبْ
فإِنّا جَمِيعًا عَبِيدٌ لَهَا
أَلَا فاشْهَدُوا عِندَ سَيِّدَتِي**** بأنَّ هَواها غَدَا مِلَّتِي
فَتِلْكَ وحَقِّ الهَوَى مُهْجَتِي**** زَهِدْتُ بِها حَتّى في جَنَّتِي
فإِنّا جَمِيعًا عَبِيدٌ لَهَا
﴿ قافية الواو ﴾
إذا كانَ نَجْمُ الوَحَى قَد هَوى**** فَكيفَ بِنا لا نَذُوقُ الهَوى
بَلى بلْ يَحِقُّ عَلَينا الجَوى**** ولَا سِيَّمَا بَعدَ فَرْطِ النَّوَى
أَلَا إِنَّ لَثْمَ النِّعالِ الدَّوَا
أَيَا حادِيَ الشَّوْقِ غَنِّي بِها**** لِأَصْلَى الصَّبابَةَ في جَنْبِها
ويا عاصِرَ الخَمْرِ مِن حَبِّها**** أَفِضْها ولَوْ مِتُّ في حُبِّهَا
أَلَا إِنَّ لَثْمَ النِّعالِ الدَّوَا
سَأُعْلِنُها جَهْرَةً في المَلا**** بأنّي حَبيبُ نِعالِ العُلى
فمنْ شاءَ يُؤمِنْ ومَن شاءَ لَا **** فَهذا مَقامِي لَكُم إِنْجَلى
أَلَا إِنَّ لَثْمَ النِّعالِ الدَّوَا
﴿ قافية الياء ﴾
فيَا بَهْجَةَ الرُّوحِ عُودِي إلَيْ**** أَيَا مَنْ فَرَضْتِ الغَرامَ عَلَيْ
فقُولِي رَجاءً على الوَصْلِ حَيْ**** وَمِن بَعْدِ ذَلِكَ لا أبْغِي شَيْ
فَنَرْجُوكِ قُوْلِي إلَيَّ إِلَيْ
حَنانًا حَنانًا وعَطْفًا بِنَا**** تَجَلِّي دَوامًا لِمَجْلِسِنَا
فَنحْنُ لَكِ هَلْ تَكُونِي لَنا**** فإنَّا نُرَجِّي بِكِ فَتْحَنَا
فَنَرْجُوكِ قُوْلِي إلَيَّ إِلَيْ
فَلَبَّيْكِ نَحنُ لَدَيكِ خَدَمْ**** فَلَبَّيْكِ سَعْدَيكِ قُولِي نَعَمْ
فَهذا شِعارُ المَشاعِرِ تَمْ**** وأَمَّا غَرامِيْ فَلَنْ يُخْتَتَمْ
فَنَرْجُوكِ قُوْلِي إلَيَّ إِلَيْ