بسم
الله الرحمن الرحيم
وصلى
الله على سيّدنا ومولانا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم
ورضي
اللّه عن شيخنا الجّيلاني وعن أتباعه وورثته إلى يوم الدّين
مدخل :
إنّ آية الإسراء والمعراج كانت ولاتزال، من
الآيات المحمّديّة الكبرى، التي تزخر بالأسرار والكنوز الأحمديّة، وكلّ عارف يدلي
فيها بدلوه.
وإنّ من تلك الحقائق العجيبة، حقيقة وطئ النّعال
الشّريفة على الأفق الأعلى، فهي من الاسرار المكنونة التي طالما تحفظ عن إظهارها
العارفون، لجفاوة النّفوس عن قبول مثل هذه اللّطائف .
ولاريب أنّه لايوجد دليل واضح على ثبوتها ولا
نفيها، ولكنّها لمّا لم تكن من التّكاليف، كان المعول فيها على
المرجعيّةالعرفانيّة، بحسب مايفتح للبصائر المنيرة، والتي تقتبس الأنوار من مشكاة
النّبوة.
ولقد كانت ولاتزال هذه الحقيقة مسلّمة، عند أهل
الله تعالى، حتّى صارت من ضروريات العرفان والوجدان، فلا تخلو منها معاريجهم ولا
مدائحهم ..
تأصيل وتأويل
مبحث تأصيلي :
وإنّ من
الجهالة أن نحجّر وقوع كلّ أمر في الوجود على دليل شرعي، ولكن هناك قواعد أصوليّة،
لابدّ أن يدركها طلبة العلم :
·
أنّ النّصوص الشّرعيّة لم تحط بكلّ العلوم
والفنون تفصيلا، وإنّما جاءت بالتّكاليف العبوديّة.
·
أنّ الشّارع الحكيمe،
قد خاطب النّاس باللّسان العام، وليس باللّسان الخاص، وقد قالe
( كلموا النّاس على قدر عقولهم) وقد ورد مرفوعا وموقوفا.
·
إنّ إبطال الدّليل لا يستلزم إبطال المدلول، فقد
يكون لذلك الأمر دليل آخر، أوقد يكون معلوما بالضّرورة، والبديهي لا يحتاج إلى
دليل.
·
إن كان الأمر المستدل عليه، ليس من شؤون
التّكاليف، فإنّه يرجع في إثباته ونفيه إلى أهله، لقوله تعالى ( فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لاتعلمون) .
·
إنّ معرفة الحقائق والأسرار، ليس متوقفا على ظاهر
الدّليل الشّرعي، بل يعتمد على الكشف والإلهام والتّأويل، علما بأنّ الإلهام من
مصادر العرفان والوجدان.
مبحث تأويلي:
وإنّني لأعجب ممّن ينكر هذا الأمر، وهو واضح
جدّا، حيث أنّ الإسراء والمعراج كان بالجسد الشّريف، ولا يشكّ عاقل أنّهe،
كان يخرج من بيته من دون عمامته ونعاله الشّريفة المباركة .
فإذا كان قد سرى إلى المسجد الأقصا بنعله
الشريفة، حيث نزل من البراق وربطه عند المسجد، ثمّ عرج به على تلك الحالة إلى
الافق الأعلى، لا بدّ وأن يكون قد عرج بنعله الزكـيّة، ولن يعرج حاشاه حافيا، وهوe
دستور الآداب
والأخلاق.
ولكن على من أنكر هذا، أن يأتي هو بدليل على
عروجهe
حافيا، لأنّ من انكر الضّروريات أولى بتقديم الحجج.
ثمّ إنّ المثبت مقدم على النّافي عند الأصوليين،
كما قالوا ذلك حينما نفت ام المؤمنين عليها السّلام الرّؤية، وأثبتها حبر الأمّة t، فقدم العلماء رأيه على
رأيها .
كما أنّه من البديهي أنّه e
لم يذكر لنا تفاصيل الإسراء والمعراج، ولكن ترك البديهيات لضرورة الإدراك، لأنّ الإستدلال
للبداهة ضرب من التّفاهة، كما أنّه ما ذكر لنا إلّا ما كان من قبيل التّكاليف،
وكذا لم يذكر إلّا ما يقبله المزاج العام، فلو أنّه ذكر بعض الوجدانيات اللّطيفة
لأنكرها الكثير، كما أنكرت هذه الحقيقة .
تحقيق عرفاني
ألا وإنّ مزيّة العروج بالنّعال الشّريفة، قد
تبدو هيّنة عند الجفاة، ولكنّها تنبني عليها أسرار لطيفة عند العارفين، ومنها :
·
ثبوت شرف النّعل الشّريفة، على كلّ العوالم التي
اعتلتها، لأنّه e
ما علا على عالم الملك والملكوت إلّا لينجلي لنا علو كعبه على العالمين، وما
النّعل إلّا مضرب مثال على ذلك، فكما نقول: أنّهe
ذو القدم العالي، فإنّنا نؤكده أدبا وتعظيما بقولنا : ذو النّعل السّامي .
·
ومنها ثبوت قدسيّة الجناب الشّريف، وشدّة عناية
الحضرة الإلهيّة به، حيث أنّه لم يؤمر بخلع نعاله، في تلك الأماكن المقدّسة، كما
أمر الكليم u
بخلعها بالوادي المقدّس، وما ذلك إلّا لأنّه e
مقدّس في ذاته
وصفاته ولباسه، وكلّ ما تّصل بالمقدّس يقدّس.
ومن اللّطائف ماجاء في الحديث، من أنّه e
ربط البراق عند باب المسجد الأقصا، ولم يرد أنّه خلع نعاله، وذلك في الحين الذي
أمّ فيه جميع الأنبياء، ولا غرو فهذا كان ديدنه e
، في مسجده الأنور، وعلى منبره المقدّس، بل وحتّى على بساط القرب حين كان قاب
قوسين أوأدنى .
·
ومنها تقديس ورفع كلّما اتّصل بجنابه الأعظم e،
فتلك الملابس الشّريفة التي كان يرتديهاe
كانت من قبله عاديّة، ولكنّها لمّا اتّصلت بالنّور السّاطعe،
استمدت من نورانيته حتّى تأهلت لخرق حجب الغيب، وهذا من أغرب الحقائق.
ومن هنا يزول الإلتباس في القضيّة، فإنّ النّعل
الشّريف كغيره من الثياب المباركة، ما علت على الملإ الأعلى بذاتها، وإنّما بشرف
خدمتها لسيّد الوجودe.
ولا يشكّ في هذه المزيّة المحمّديّة، إلّا من جفّ
وجدانه من التّعلّق بالجناب الشريف، لأنّ هذه قضية وجدانيّة أكثر منها عقلانيّة،
ولله درّ القائل:
ولو قيل لمجنون ليلى ووصلها
|
تريد أم الدنيا وما في زواياها
|
لقال غبار من تراب نعالها
|
أحب إلى نفسي وأشفى لها
|
تنبيه مهم:
وليك في
علمك أيها المريد، أنّ السّموات والكرسي والعرش والسّدرة..، ماهي إلّا أجرام
نورانيّة، فليست هي من صفات الله تعالى ولا من شؤونه.
فلا تكن
في شك ممّا يقوله العارفون، من أنّ النّعل الشّريفة قد استوت على العرش حينما وطئه
القدم المحمّدي، فإنّ نعل سيّد الوجودe،
أفضل من كلّ تلك الأجرام عند الله تعالى.
ألم ترى
أنّ الكعبة مع شرفها وحرمتها، إلّا أنّ المؤمن أعظم عند الله تعالى منها، كما ورد
أنّه e نظرَ إلى الكعبة فقال: (ما أعظمك وأعظم حرمتك، والمسلم أعظم حرمة
منك)[1]
فكيف
إذا بسيّد المقربينe ، أفلا
تكون القطعة من ثيابه خير من الدنيا والآخرة عند الله تعالى .
ولقد جاء
في الإسرائيليات أن المسيح u حينما سئل عن النبي الأمّيّ e قال: انه نبي آخر الزمان، وإني لأرجو أن اكون أهلا لأن أحل شراك نعله.
وهذا سيّدي عبد الواحد بن زيد ـ من رجال الحلية ـ يقول: نمت عن
وردي ليلة، فإذا أنا بجارية لم أر أحسن وجهاً منها عليها ثياب حرير خضر، وفي رجلها
نعلان تقدس بأطراف أزمتها فالنعلان يسبحان والزمامان يقدسان، وهى تقول: يا ابن زيد
جد في طلبي فإني في طلبك..
قلت : فإذا كانت نعل جارية بهذه القداسة والنّفاسة ، التي تبهر القلوب
والألباب إذا تجلّت ، فما بالك بنعل أسّ الجمال r ، ولكن
لولا الحجاب ، لرأينا العجب العجاب .
ويؤيّد هذا قول الحبيبr كما في الصحيح
: ) لو أن
امرأة من نساء أهل الجنة أشرفت إلى الأرض لملأت الأرض من ريح المسك ، ولأذهبت بضوء
الشمس والقمر ، ولنصيفُها ـ يعني خمارها ـ على رأسها خير من الدنيا وما فيها [ فلإنّ كان هذا بالجزء ، فكيف بكلّ الكلّ r .
الإستئناس بالوجدانيات
وإنّ هذه الحقيقة قد لقيت
القبول عند سواد الأمّة، وراجت في نوادي المدائح النبويّة، فتنافس العلماء
والعارفون في تطويس دواوينهم بها، وسنورد نماذج منها عبر قرون الأمّة، ولن تجتمع
الأمّة على ضلال :
1)
الدّيوان الشعري:
يقول سيدي الطاهر الافراييني المغربي رحمه الله:
وآنسَ
القَولَ يَقينا وهو مُنْتعِلٌ
|
وإنَّ
الكَليمَ عَنِ النَّعْلينِ مَسْؤُولُ
|
وأَدْرَكَ
النَّجْوَى بِلذةٍ قَـصُرَتْ
|
عَنْها
العُقُولُ فَما لِلحقِّ تَمْثِيلُ
|
ويقول الإمام عبد الرحيم البرعي اليماني رحمه الله :
محمدٌ سيدُ الساداتِ
منْ وطئتْ
|
حجبَ العلاَ ليلة َ
المعراجِ نعلاهُ
|
أسرى بهِ اللهُ منْ
أرضِ الحجازِ إلى
|
أن قبلتْ نعلهُ
الحجبُ الرفيعاتُ
|
ويقول الإمام أحمد الحملاوي المصري رحمه الله:
يا حبذا وقت قرب غير منتظر
|
لا القرب يدرى ولا
التكييف معقول
|
داس النبي بساط العرش منتعلا
|
ما طور سينا ومن موسى
وحزقيل
|
وللشيخ فتح الله البيلوني الحلبي رحمه الله :
وهل يوازي مثال
النّعل من قدم
|
علت براق فطأطأ بعدما
جمحا
|
وفاق كل سماء وطئ
أخمصه
|
وفاق مادونه جبريل
مابرحا
|
ويقول سيّدي إبراهيم التّازي الجزائري (ت 866
هـ)
حتى أراه الله من آياته الكبرى
|
ونودي يا محمد أقبل
|
نعليك لا تخلعهما في حضرة
|
ما قام فيها قبله من مرسل
|
الإمام علي
الجشي الحجازي قدس الله سره ( 1296 – 1376) :
وطأ العرش
بالنعال فنال
|
العرش فخراً على
جميع الشداد
|
أين طه من
الكليم المنادي
|
اخلع النعل حيث
جئت الوادي
|
ويظن الجهول أن فخر
طه
|
بارتقاه للعرش دون
العباد
|
ولعمري لقد تـشرف
فيه
|
كيف لا وهو علة
الايجاد
|
ويقول شمس الدين البدماصي المالكي رحمه الله :
نبي رقى فوق السماء
بجسمه
|
ورب العلا حجب الجلال
له وطا
|
و قام مقاما لم يقم
فيه مرسل
|
وداس بنعليه المـشرفة
البسطا
|
ويقول الغوث صلاح الدّين القوصي الحسيني رحمه الله :
رجائى فيك أن أمـسى
|
لموطئ رجلكم نعلا
|
ولو ذاق الذى أعنى
|
وأدرك مقصدى .. وعلا
|
لأدرك أن نعلكم
|
سما فى القدس للأعلى
|
ولم يك " قاب
قوسين"
|
ولم يحجبه فتدلى !!
|
ويقول صاحب نزهة المجالس رحمه الله :
أسرى به ليلة سعدية
|
وطئ السموات العلى
بنعاله
|
فالملك والملكوت طوع
يمينه
|
والكون والأكوان تحت
شماله
|
ويقول الشيخ حسين
العشاري البغدادي الشافعي 1150 – 1195) هـ) :
نعل بها قدم
الهادي الأَمين ثَوَت
|
فَفيه مِن قدم
المُختار أَسرار
|
نعل مَشَت في قباب العَرش وَرتفعت
|
عَلى البساط بِذا
جاءتك أَخبار
|
وللشيخ فتح الله البيلوني الحلبي رحمه الله :
مثال لنعل مسّها
القدم التي
|
بأخمصها السبع الطباق
تحلّت
|
تراءى لمرآة الخيال
فأشرقت
|
ببهجة أنوار به قد
تجلت
|
وللفقيه سيدي عليّ
الشامي الخزرجي رحمه الله :
لها الفخر أنَّ سارت بها رجل من سرى
|
إلى حـضرة التقديس والقرب والزلفى
|
ونودي لا تخلع نعالك واقربن
|
و ألفي بها من نفحة الحب ما ألفي
|
وقال الأديب أحمد الحملاوي رحمه الله :
داس البساط
بنعله لما دنا
|
من قاب قوس حيث طاب
لقاء
|
هل بعد هذا
للأماكن مفخرٌ
|
كلا فلا طور ولا سيناء
|
قال الإمام الشّهاب
الخلوف رحمه الله:
فداس بساط العز
بالنعل وارتقى
|
على رفرف غض الجوانب
يانع
|
وشاهد وجه الحق جهرا
بعينه
|
لدى حـضرة التقديس من
غير مانع
|
وقال بعض المغاربة كما في " فتح المتعال" :
مثال نعل الهاشمي
المصطفى
|
نال المنى والخير من
به اقتفى
|
قامت على بساط رب
العرش في
|
ليلة جاز المنتهى ما
وقفا
|
وقال الامام النّبهاني
قدّس الله سرّه :
مثال حكى نعلاً لأشرف
مرسل
|
تمنت مقام الترب منه
الفراقد
|
ضرائرها السبع
السموات كلها
|
غيارى وتيجان الملوك
حواسد
|
للشيخ محمّد بن الفرج
السبتي رحمه الله:
أشرف بها نعلاً عمائم كل ذي
|
شرفٍ تقر بأنها من ملكها
|
جعلت موطئها الملائك عندما
|
أسرى به ليلاً مواضع نسكها
|
وللإمام أحمد المقري رحمه الله :
لله مثال نعل طه
الأرضى
|
من شرف وطأه السما
والأرضا
|
عظمه وصن وأد ذاك
الفرضا
|
واجعله فديت عند ربي
فرضا
|
وللشيخ عليّ بن أحمد
الشامي رحمه الله :
سما لسما العلاء فنال قربا
|
وهم بنعله نزعا وكشطا
|
و نودى طأ ولا تخلع نعالا
|
وأبدل من مقام الروع بسطا
|
ولأحد العارفين متكلّما على لسان النّعل الأقدس :
حزتُ سبق التّشريـف
في الآفاقِ
|
و تنعمتُ بعده
بالعِناقِ
|
باحتضاني أقدام خير
نبيٍ
|
بالتزامٍ قد قلَّ فيه
فراقي
|
أينما سار رافقته
جفوني
|
و تلقّتْ من طيبهِ
أحداقي
|
كنتُ فوق الثرى و تحت
الثريا
|
كنتُ تحت النبي فوق
البُراقِ
|
و تجاوزتُ في المراقي
ظنوني
|
بيقينٍ من فوق سبعٍ
طباقِ
|
للشيخ محمّد بن الفرج
السبتي رحمه الله:
أو ليس تمثال النعال نعال من
|
وطئ السموات العلى بنعاله
|
نعل بلابسها بأت ويحق أنَّ
|
تبأى به لجلاله وخلاله
|
وللشيخ محمد بن فرج السبتي رحمه الله :
رأيت مثال النعل الذي به
|
إلى حـضرة القدس العلية قد أسري
|
رعى الله منها نعل أي كريمة
|
برجلٍ علت فخراً على قمة الـنسرِ
|
روى أنه نوى وقد رام خلعها
|
و ماء الحيا في وجنتيه معاً يجري
|
رسولي لا تخلع تشرف بوطئها
|
بساطي يا معنى وجودي يا سري
|
وللإمام أحمد المقّري رحمه
الله:
يمينا وإني في يميني صادق
|
لحليتها صيغت من الجنة العليا
|
يواقيت سر الكون والجود رصت
|
بها وطأة التقديس فانتظمت حليا
|
يواري علا رجل على من مـشى بها
|
سلام مدى ما ازداد من ربه وليا
|
وللشيخ محمد بن موسى الحسيني الجمازي رحمه الله
لِتْمثالِ النِّعالِ
بلا ارْتيابِ
|
فضائلُ أدْهشتْ أهلَ
الحسابِ
|
فيا شوقِي لِما
وَطِئتْه رِجْلٌ
|
علَتْ فوق العُلَى
ودَنَتْ كقَابِ
|
وللشيخ أبو الهدى الصّيادي قدس الله سره:
أنت طه وفيك للناس طه
= |
أنزلت أين من علاك
النظام
|
قد سموت السما ودست
بنعل
|
بسطها والملائك
الخدام
|
ويقول الإمام البرعي رحمه الله :
حسنتُ ظني وآمالي بذي
كرمٍ
|
تلقاكَ منْ قبلِ أنْ
تلقاهُ بشراهُ
|
محمدٌ سيدُ الساداتِ
منْ وطئتْ
|
حجبَ العلاَ ليلة َ
المعراجِ نعلاهُ
|
السيد الختم محمد عثمان الميرغني الحسني قدس الله سرّه :
فدس لبساط النّور
بالنّعل مفردي
|
ولا تخلعنها مثل موسى
أيا ندي
|
|
تقدم إلى قدسي وسل تعط مرشدي
|
فأنت لنا أنوارنا لك
تنبدي
|
|
عليك صلاتي مع سلامي
لينجلو
|
||
ويقول الشيخ
عبد الوهاب الموصلي رحمه الله:
رسول رقى السبع
الطباق بنعله
|
وخاطبه المولى العظيم
المسجد
|
وللسيد علي
المرادي الحنفي الحسيني رحمه الله :
فالله خصك من عناية فضله
|
بعظيم خلق جل من قد
عظما
|
نادي لموسى اختلع
نعليك في
|
وادي المقدس يا كليم
فكلما
|
ويقول الشيخ كاظم الأزري رحمه الله "
وترقى " لقاب
قوسين " حتى
|
شاهد القبلة التي
يرضاها
|
حيث لا همس للعباد
كأن
|
الله من بعد خلقها
أفناها
|
داس ذاك البساط منه
برجل
|
نيرا كل سؤدد نعلاها
|
وللشيخ احمد
ود مصطفى السّوداني رحمه الله:
سبحان من اسراك
|
سبحان من ناداك
|
فى نوره زجاك
|
وطت الحجب نعلاك
|
الشيخ أحمد وهبي الطرابيشي رحمه الله:
ما لنعلٍ تطأ السّبع
العلا
|
في سوى عرشٍ من
النّور مُقام
|
خدمتْها سادةُ
المُلْك كما
|
خدمتْها قبلُ أملاكٌ
كرام
|
كيف لا وهي التي
حلّتْ بها
|
قَدَما مُحيي الليالي
بالقيام
|
ويقول شهاب الدين أحمد
الخلوف التونسي 829 - 899 هـ
فسار منتصبا والنور يرفعه
|
حتى على الرفرف
الأعلى كما احتكما
|
فقيل جز دون روع ياحبيب
ودس
|
بنعلك البسط واشهد
فضلي العمما
|
وللامام يوسف النبهاني قدس الله
سره :
على رأس هذا الكون
نعل محمد
|
علت فجميع الخلق تحت
ظلاله
|
لدى الطور موسى نودي اخلع وأحمد
|
على القرب لم يؤمر
بخلع نعاله
|
وللشيخ عبد الباقي الموصلي المتوفي سنة 1279هـ:
تمثال نعل المصطفى قد
قلت
|
إذ شاهدته والحق قيل
يقال
|
من شرَّف العرش
المجيد بنعله
|
أنى يكون لنعله تمثال
|
ويقول الإمام البرعي رحمه الله :
منْ بعدِ ما قدْ جازَ
سدرة َ منتهى
|
وحبيبهُ جبريلُ في
السيرِ انتهى
|
|
فخرتْ بموطىء ِ نعلهِ
حجبُ البها
|
فالنورُ يطلعُ والبشارة
ُ تقدمُ
|
|
فبحقهِ صلوا عليه
وسلموا
|
||
للشيخ محمّد بن الفرج
السبتي رحمه الله:
فطوباك طوبى ثم طوبى وحق أنْ
|
أردد طوبى ثم طوبى أيا نعلُ
|
فإنك قد أودعت رجلاً علت على
|
بساط عُلا لم تعله قبلها رجل
|
وللشيخ فتح الله البيلوني الحلبي رحمه الله :
حوى الفضل من نعل من القدم التي
|
إلى المسجد الأقـصا بها أحمد سرى
|
وقد جاوز السبع الطباق بأخمص
|
إلى موطن جبريل عنه تأخرا
|
وقال الشّيخ محمّد بن عبد الكبير الكتاني قدس الله سرّه :
دَنَا فَتَدَلَّى فِي
مَهَامِهِ وَانْجَلَتْ
|
مُسَمّيَاتُ
الأَسْمَى عَلَى عَرْشِ عِرْفَانِ
|
وَكَانَ مُنَاجاً
فَوْقَ سِدْرةِ مُنْتَهَى الـ
|
أمَالِي إِلَى أَنْ
كَانَ غَوَّاصَ أَعْيَانِ
|
وَجَازَ عَلَى مَتْنِ
السُّمُوتِ مَاشِياً
|
بنَعْلَيْهِ
مِفْضَالٌ عَلَى الإِنْسِ وَالجَانِ
|
وقال بعضهم قدس الله سرّه :
يقولون لمْ لا تمتدح
سيد الورى
|
وتطنب في أوصافهِ
وامتداحِهِ
|
فقلتُ لهم : جبريلُ
خادم نعله
|
ولستُ وشعري ريشة في
جناحِهِ
|
الشيخ
مصطفى مامو رحمه الله:
سجدت لك الفصحى وحنّ حراءُ
|
وتضوّعت بأريجك الأجواء
|
وتلتْ بك الأملاك في سبحاتها
|
ورقت للثم نعالك
العلياء
|
وقال بعضهم :
حَفِيَ الإلهُ
بِشَخْصِكُمْ دُونَ الْمَلأ
|
فِي الْلّيْلَةِ
الْغَرَاءِ كَانَ نِدَاءُ
|
أقْدُمْ إلَينَا يَا
حَبِيْباً عِنْدَنَا
|
ولْتَرْتَقِبْ مَا
لمْ تَنَلْ سَيْنَاءُ
|
والْبَسْ نِعَالكَ
مَا يَسُؤُكَ أمْرُهَا
|
ولَتَقْتَفِي بِنَعَالِكَ
الْجَوْزَاءُ
|
الشيخ ابن مليك الحموي رحمه الله :
وفي ليلة الاسرا من الله
قد دنا
|
وخاطبه في الحـضرة القدسيّة
|
وداس بنعليه البساط
تكرما
|
ومن نال هذا غيره في
البسيطة
|
الشيخ عبد الوهاب
الموصلي رحمه الله:
رسول له الخلق العظيم
سجية
|
به جاءت الآيات وهو
المؤيد
|
رسول رقى السبع
الطباق بنعله
|
وخاطبه المولى العظيم
الممجد
|
ويقول شهاب الدين أحمد
الخلوف التونسي 829 - 899 هـ
وغاية ما تأتي ولو
طرت في السها
|
ببعض صفات لا تطبق
لها حفزا
|
قصارى المعالي ان ترى
دون نعله
|
ولم لا وقد داس البساط
به عزا
|
الشيخ قاسم الرامي رحمه الله :
دعاه وأدناه لحـضرة
قدسه
|
إله قديم واحد لم
يمثل
|
وناداه يا مختار شرف
بساطنا
|
بنعليك خل الخلق عنك
بمعزل
|
وسل تعط واشفع أنت
خير مشفع
|
وشاهد جمالي يا حبيبي
واجتلي
|
ويقول شهاب الدين أحمد
الخلوف التونسي 829 - 899 هـ
ما زال حتى جاوز
الججب وارتقى
|
على رفرف للبسط
فيه مختم
|
وداس بنعليه السباط ولم
يقل
|
له اخلع لها إذ قدر
نعليه أعظم
|
الإمام علي
الجشي قدس الله سره : ( 1296 – 1376) هـ)( 1878 - 1956 م)
فأين من طه ابن عمران
فذا
|
عن وطيه
الطور بنعلٍ منعا
|
وخر لما
أن بدا له
سنا
|
من نور
مجد الله لما
لمعا
|
وأحمد ليلةَ إسراه
على ال
|
عرش العظيم نعله قد
وضعا
|
ويقول الإمام برهان الدّين الزّرقاني رحمه الله:
فتقدم المختار حتى إنه
|
سمع الندا من ربه الديان
|
دس يامحمد فى البساط ولا تخف
|
فلقد كشفنا الحجب للأعيان
|
دس يامحمد أنت أكرم شافع
|
دس يامحمد نلت كل أمان
|
دس يامحمد للبساط ولا تنى
|
دس يامحمدفى أعز مكان
|
موسى على الجبل العظيم أمرته
|
أن يخلع النعلين حين أتانى
|
ووطئت يامختار بالنعل السما
|
فتشرفـت أملاك ذى الغفران
|
الشيخ أحمد الحملاوي الحسيني رحمه الله :
فالعرش بالمصطفى لا شك مفتخر
|
مذ سار فوق بساط العرش نعلاه
|
منذا يدانيه
أو منذا يشابهه
|
والله دون جميع
الرسل أدناه
|
وكيف لا وإله العرش
في أزل
|
من نوره ببديع الصنع سواه
|
فكان نورا على نور يـسر
به
|
من شاهد
النور يزهو في محياه
|
ويقول شهاب الدين أحمد
الخلوف التونسي 829 - 899 هـ
أو لست من نال الذي ما ناله
|
إلاه في الدارين من
فضل عظيم
|
أو لست من داس
البساط بنعله
|
في حـضرة التقديس والمجد الصميم
|
وقلت عفا الله عنّي :
تلك التي وطأت مدارج
الأفق
|
والغيب منطمس والكنه
مجهول
|
ويكم أنها جازت سدرة
المنتهى
|
حيث تناهى عن الاقدام
جبريل
|
فما البراق من الهوت
وما الرفرف
|
فإنها المرتقى والكل
محمول
|
هيهات انى لهم بمستوى
القدم
|
والدرك عن درج
الاعتاب مكلول
|
وهيها أنى لهم ببدهوت
الأنا
|
فما لأسد الوغى عليها
تطفيل
|
هيها وهيها ومن
لمهمهات العما
|
حيث الخمار على
العروس مسبول
|
وقلت عفا الله عنّي :
ألم تَر النّعلَ مِن جِلدٍ
ولكنّها
|
عَلَتْ على العرْشِ في
مَعيّةِ القدَمِ
|
صارَتْ ومِن بعدِما ذَلّتْ
بأعتابِهِ
|
تاجًا لِهاماتِ أُولي
العزمِ في القِمَمِ
|
2)
الدّيوان النّثري:
ومن ذلك قول الفقير في إحدى المقامات
النّعلوتيّة، وهي بطريق الإشارة :
المنظر الرّقاّوي
حدثتنا الكرسيُّ ¯ قال سمعت سدرة
المنتهى تقول ¯ سألت الرّقّا عن سرّه الذي به عنا ارتقى ¯ فالتفت شمالا ¯ وقال هل فيكم من
غريب ¯فقلنا لا ¯ فأوصد الباب ، وبلع
المغلاق ¯ثمّ كشف عن نقابه قائلا :
كنت مدلّلا من بين إخوتي ¯ في حجور المعيّة
الشسعيّة ¯ حتّى إذا حال الفطام ¯ برحت بي صوارف النّوى ¯ فظللت الدّهر هائما
في المهامه والصّفوح ¯ لعلى نسمة من نفحات
عبير حيّها تفوح .
وبينا أنا ذات ليلة في مناحي ، شجوانا
ولهانا ¯ إذ سمعت رجّة وضجّة ¯ تلوح شطر الجانب
الغربيّ ¯ فاسترقت واسترهصت الأخبار ¯ فقيل حيّهل إنّها
ليلة العرس المعراجيّ ¯ زفّت أعراسها ، على
أهل الأفق المبين ¯ فهلمّوا إلى
مهرجانها .
فما أن لاحت بوارق وهيج غبار الشّراك
الأوحى ¯ حتى انجذبت كلّيّاتي نحوها ¯ كالمغناطيس للحديد
بل كالصفة للذات ¯ فالتّفت السّاق
بالسّاق ¯ وتحقّقت بالإتّحاد والإعتناق ¯ وأخذت مواثيق
الأمان من الفراق ¯ وها أنا ذا حمدا
وشكرا لها ¯ إلى أبد الآباد ، أتفوّق في أوج المعارج ¯ بلا غاية ولا منتهى
¯ والفضل لها ، لا لي أنا .
فأرْجُــوكَ نادِيــــنِي دَوامًا
بِعَبـدِها فـلا عِــزَّ لي إلّا
بِـــفاخِرِ مَــجــــدِها
فإنّيَ لا أَنْـــــفَكُ صَـــــبّاً
بِـــوُدِّها مَدى الدّهرِ وِجْدانِي
يَدِين بِوَجْدِها
ولو كنـتُ في نارِ الجَوى والتَّأَوُّهِ
وقلت في بعض صواتي التي نسجتها، بالتّلويح
للنّعال الشّريفة :
صلاة النّعلوت
اللّهم صلّ على سيّدنا ومولانا طَهَ
مَنِ اسْتَوى مُهَيْمِنًا على الأُفُقِ الأَعلى ، بِوَطْأةِ النَّعَلُوتِ
إبّانَ ما ادَّلى ، فَما في إِمكانِ سَوابِقِ بَوارِقِ الإِمْكانِ ، الحَوْمُ
حَولَ حِمَى مَحارِمِ البَّدَهُوتِ ، فَكيفَ بِخُدُورِ حُجُورِ قُصُورِ الهوَّ ،
فَسِلِّم ياهُوَّ سَلِّم ، وعلى آله وصحبّه وسلّم .
صلاة العظموت
اللّهم صلّ على سيّدنا ومولانا محمّد تاجِ العزّةِ والكبرياءِ
والعظموتِ ، مَن خَضَعَتْ لِشِسْعِ نِعالِهِ عُرُوشُ الآفاقِ ، بعدَما ادَّلى ،
فاسْتَوى عليها نَزْلةً أُخرى ؛ وعلى آله
وصحبه وسلّم .
صلاة العمامة
اللّهم صلّ على سيّدنا ومولانا محمّد مَن كَلَّتْ مَعارِجُ
الغُيوبِ عنْ شِسْعِ نعالِهِ ، أنْ تُسامِيها أبَدًا ؛ فَهَيهاتَ ، ومن يَتَطاوَلُ
على سُلْطَةِ عَمامَتِهِ ، أنْ يُدانِيها أَزَلًا. وعلى آله وصحبِهِ وسلّم .
خاتمة
وختاما أنصحك أيها
المسلم، أن تتأدّب مع الجناب الأعظمe، ولا تظنّ
أنّك بمجرد حفظك لبعض المعلومات، قد أحطت خبرا بالحقيقة المحمّديّة، فإنّ له e شؤونا
وفنونا، أكبر وأغرب من أن يدركها أكابر الرّسل عليهم السّلام، فضلا عن أمثالنا من
المحجوبين .
وإنّه لم يشكّك في مثل هذه المزايا المحمّديّة، إلّا من لا ذوق ولا
توق له، أو من عندهم إشكاليّة في معتقدهم، كأولئك المجسّمة الذين يعتقدون
أنّ الحق سبحانه، جالس على العرش وقدماه متدليان على الكرسي، والعياذ بالله منهم .
أمّا نحن أهل السنّة والجماعة، من أتباع المذاهب الأربعة، من
أشاعرة وماتريديّة، فإنّنا نعتقد ما هو أكبر من ذلك في المقام المحمّديe .
هذا والله ورسوله أعلم، وصلّى الله
على سيّدنا ومولانا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم .