للسيد الشريف الحسني قدس الله سره
إقدس بعرشٍ كان مستوى
الإستواء ، لقدم الهيمنة الذاتية ** واعجب به رفرفا لقدم الكمال ، في عروج
البارقات الأنانية ** إلى حنادس جيوب أفق اللاتعين ، في مجال سبيل صلة العين **
تزج بها في مخابئ حقيقة اليقين ، عند حجور قصور أوأدنى ...
واغرب بها نزلة هي الأعلى
** ودلو هو الأدنى ** وبداية هي المنتهى ...
واروح بها راح شهود ،
على مزاج أولي المقاعد العزمية ** فهي الكأس والشراب ، والسكر والصحو ** إذ لابقاء
ولا ارتقاء ، إلا بعد الفناء بمدام سلافتها ..
وابصر بها قاب قوسين
البصائر ، عند سدرة منتهى العزائم ** إذ يغشى القدم ما يـغشى ، فغشاها من سبحات
الإعجاز ماغشى .
ومن الآزال انتصبت تسد
الآفاق الجبروتية ** كسحاب غيث هطال يعجب الأسرار إمدادها **
وزُيّنت سماء المنتهى
بزينة الحقائق ** وارتصدت بالشواهب ، للسوارق الموارق ** حفظا من الأغيار ،وهدى للأنوار والأسرار ..
واخضرت الأرجاء ، بهبوب
نسيم ربيعها ** واستروحت الأرواح ، من أريج رياحينها وريّانها **فيها أنهار من أنوار
العين ** وأنهار من أسرار التحقق ** وأنهار من لوائح الشهود ** وأنهار من مزيج
الحيرة والإعجاز ..
وفيها كثب مرفوعة ، وخلع
مرقومة ، ورفارف مجذوبة ** وفيها ما يُجيّش الأرواح ، ويطيّش الألباب ** ولهم فيها
من كل النّفحات ..
فعين وعيان ، وحق وعرفان
.. ** فهذا الرواح ولا راح ولا أقداح ** وهذا الشذى فأين العنبر والمسك الأذفر ..
فناهيك بها سر النّبأ
العظيم ، الذي فيه يختصم الملأ الأعلى ، ويختلف الملأ الأدلى ** ورفرف العروج إلى
قاب قوسين أوأدنى ** فهي سدرة المنتهى ، ومن غبارها جنة المأوى ..
فأين من وسيم بهاء حسنها
، جمال يوسف والحور والولدان والقصور ** والرياض والحياض ، والأنوار والأزهار ...
وأين من غلاء نفاستها **
كنوز الجواهر ، والدرر ، واللآلئ **والسندس ، والإستبرق ، والإبريز ** واليواقيت ،
والزبرجد ، والزّمرذ ...
وأين من وهيج عزة
قداستها ** جلال سقر ، ولظى ، والزمهرير ** وغمرات السّام ، وحرارة السّبحات **
وأهوال القبر ، والحشر ، والقيامه...
وأين من صبغة براعة طراز
هيئتها** كمال العروش ،والكراسي ،والألواح ، والأقلام ** والكعبة والبيت المعمور،
والرقا ، والهباء ، وسدرة المنتهى...
وأين من باد إرتقاء
شسعها ** جد أهل العزائم ، والوحى ** والمعراج ، والرفرف ، والإسراء ، والبراق
والمنتهى **وأين الكرب ،
والهيّام ** وأين الصّحب ، والأغواث ، والأفراد ، والأقطاب .. فهيهات هيهات
فقلت هيّا نعلوا.
وجاؤ يهرعون إليّ .. ولا
تسأل من قبل ماكانوا ..
فقالوا مالك ؟
فقلت هي مالي .
فقلت هيّ الدواء
فقالوا الدّليل ؟
قلت القميص .
فقلت : لو أراد الله بهم
خيرا لأسمعهم .
قالوا وما تقول للفقيهِ ؟
قلت أتقيهِ
فقالوا اتق الله !
فقلت بجمالها .
قلت صدقتم ، بل لقد صار
جوى .
فقالوا بؤت باللّعن ..
فقلت لذي الملام ، ليتك
أبدلت النّون باللام .
وقالوا أنت في النّار ..
قلت من حرقة شوقها .
فقلت هي المنتهى .
فنعوني وما ودعوني ..
فياليتني لمّا خاصمني
الجاهلون قلت سلاما .
حنانيك يا نون الشجون
والجنون ** حنانيك ياريّان الوجدان ** حنانيك ياحميّا المحيّا ** حنانيك
يا هلال الوصال ** حنانيك يا عيون الشهود ** حنانيك ياراح الأرواح **حنانيك ياصبا الصّبابة ** حنانيك يابسمة الوجود ** حنانيك يابهجة القلوب** حنانيك والمنتمى إليك ** حنانيك والمعول عليك **
حنانيك بالروح نفديك ..