Ads 468x60px

( كأس المنتهى )



للسيد الشريف الحسني قدس الله سره
إقدس بعرشٍ كان مستوى الإستواء ، لقدم الهيمنة الذاتية ** واعجب به رفرفا لقدم الكمال ، في عروج البارقات الأنانية ** إلى حنادس جيوب أفق اللاتعين ، في مجال سبيل صلة العين ** تزج بها في مخابئ حقيقة اليقين ، عند حجور قصور أوأدنى ...
واغرب بها نزلة هي الأعلى ** ودلو هو الأدنى ** وبداية هي المنتهى ...
واروح بها راح شهود ، على مزاج أولي المقاعد العزمية ** فهي الكأس والشراب ، والسكر والصحو ** إذ لابقاء ولا ارتقاء ، إلا بعد الفناء بمدام سلافتها ..
وابصر بها قاب قوسين البصائر ، عند سدرة منتهى العزائم ** إذ يغشى القدم ما يـغشى ، فغشاها من سبحات الإعجاز ماغشى .
ومن الآزال انتصبت تسد الآفاق الجبروتية ** كسحاب غيث هطال يعجب الأسرار إمدادها **
وزُيّنت سماء المنتهى بزينة الحقائق ** وارتصدت بالشواهب ، للسوارق الموارق ** حفظا من الأغيار  ،وهدى للأنوار والأسرار ..
واخضرت الأرجاء ، بهبوب نسيم ربيعها ** واستروحت الأرواح ، من أريج رياحينها وريّانها **فيها أنهار من أنوار العين ** وأنهار من أسرار التحقق ** وأنهار من لوائح الشهود ** وأنهار من مزيج الحيرة والإعجاز ..
وفيها كثب مرفوعة ، وخلع مرقومة ، ورفارف مجذوبة ** وفيها ما يُجيّش الأرواح ، ويطيّش الألباب ** ولهم فيها من كل النّفحات ..
فعين وعيان ، وحق وعرفان .. ** فهذا الرواح ولا راح ولا أقداح ** وهذا الشذى فأين العنبر والمسك الأذفر ..
فناهيك بها سر النّبأ العظيم ، الذي فيه يختصم الملأ الأعلى ، ويختلف الملأ الأدلى ** ورفرف العروج إلى قاب قوسين أوأدنى ** فهي سدرة المنتهى ، ومن غبارها جنة المأوى ..
فأين من وسيم بهاء حسنها ، جمال يوسف والحور والولدان والقصور ** والرياض والحياض ، والأنوار والأزهار ...
وأين من غلاء نفاستها ** كنوز الجواهر ، والدرر ، واللآلئ **والسندس ، والإستبرق ، والإبريز ** واليواقيت ، والزبرجد ، والزّمرذ ...
وأين من وهيج عزة قداستها ** جلال سقر ، ولظى ، والزمهرير ** وغمرات السّام ، وحرارة السّبحات ** وأهوال القبر ، والحشر ، والقيامه...
وأين من صبغة براعة طراز هيئتها** كمال العروش ،والكراسي ،والألواح ، والأقلام ** والكعبة والبيت المعمور، والرقا ، والهباء ، وسدرة المنتهى...
وأين من باد إرتقاء شسعها ** جد أهل العزائم ، والوحى ** والمعراج ، والرفرف ، والإسراء ، والبراق والمنتهى  **وأين الكرب ، والهيّام ** وأين الصّحب ، والأغواث ، والأفراد ، والأقطاب .. فهيهات هيهات 
وإن تعجب فعجب قولهم ، هي نعل !
فقلت هيّا نعلوا.
وجاؤ يهرعون إليّ .. ولا تسأل من قبل ماكانوا ..
فقالوا مالك ؟  
فقلت هي مالي .
قالوا بك داء ؟!
فقلت هيّ الدواء
فقالوا الدّليل ؟
قلت القميص .
فقالوا ماسمعنا بهذا ؟!
فقلت : لو أراد الله بهم خيرا لأسمعهم .
قالوا وما تقول للفقيهِ ؟
قلت أتقيهِ
فقالوا اتق الله !
فقلت بجمالها .
فقالوا هذا هوى ؟!
قلت صدقتم ، بل لقد صار جوى .
فقالوا بؤت باللّعن ..
فقلت لذي الملام ، ليتك أبدلت النّون باللام .
وقالوا أنت في النّار ..
قلت من حرقة شوقها . 
فقالوا ألا تنتهي ؟!
فقلت هي المنتهى .
فنعوني وما ودعوني ..
فياليتني لمّا خاصمني الجاهلون قلت سلاما .
حنانيك يا نون الشجون والجنون ** حنانيك ياريّان الوجدان ** حنانيك ياحميّا المحيّا ** حنانيك  يا هلال الوصال ** حنانيك يا عيون الشهود ** حنانيك ياراح الأرواح **حنانيك ياصبا الصّبابة **  حنانيك يابسمة الوجود ** حنانيك يابهجة القلوب**  حنانيك والمنتمى إليك ** حنانيك والمعول عليك ** حنانيك بالروح نفديك ..