Ads 468x60px

(مولد النّعل الأنزه )


وبعد ماغاب النّور تصدّر الأثر المسرور ** ولا غرو فالغليل قد يتعلّل بالسّراب ** وبالّليل نهتدي بالنجوم **  فمن شام الظلال كمن لمح الخلال ** ومن شمّ النّعال كان كمن شرب الجمال **
إذا ما توارى محيّا الجلال ** فدونك هذا جمال النّعال
ألا هم بها يالطيف المزاج ** فإنّ الجميل يحب الجمال

فأعجز بها قرآن الوجود ، وفرقان الجود ** نون توراة الأسرار ، وزابور بيان الأنوار ** وإنجيل جذب الآثار.
 فهي جلال الفتوحات المكية ، وجمال النفحات المدنية ** ذات المواقف الروحيّة ، والفيوضات السبوحية .
فأنفس بها بهجة الأسرار ، وسر نفاسة جواهر البحار** وأعجب بها بدا للعارف ، ويدا للعوارف في المعارف والمواقف  ** وحلية الأولياء ، لا باليواقيت والجواهر ** وإنما بجواهر المعاني ، ونفائس العرفان .
وأبصر بها مشكاة الأنوار القدسية ، المشرقة بالنّفحات الأقدسية ** في سماء التجليات ، والمناظر الإلهية ** فهي شمس المعارف،التي تهدي الخصوص، إلى النّصوص ،والفصوص .

وأكبر بها نسخة مراتب الوجود ، وحقيقة كل موجود ** فتلك مقر منازل السائرين ، بل سدرة منتهى العارجين ** عرش الإنسان الكامل ، وصدف الدّرة البيضاء ** ذات المواهب اللدنية ، و الخصائص الكبرى .
واروح بها روح الإحياء ، وقوت القلوب ** فغبارها ترياق لإيقاظ الهمم  ، وسبب لسعادة الدارين ** فاستنشق نسيم السّحر ، قاب قوسي موضع القدمين .
وأغرب بها خزينة الأسرار ، والكمالات الإلهية ** الحاوية لفتوح الغيب ، ولطائف المنن ** وأعظم بها ديوانة الكهف والرقيم  ** ومخدع النّاموس الأعظم ، ومجمع القاموس الأقدم .
فلا أقسم بمواقع النجوم ، وبقطب العجائب والغرائب ** أنّ  خبيئة الكون ، أعز من الكبريت ، و العنقاء ** وكيف لا ، وهي  تترصد بالطواسين ، والطّلاسم ** بل بالسّبحات والغياهب والرّقيم ..