Ads 468x60px

( كنه النّعلوت ) للشريف الحسني قدس الله سرّه

ألا إنّ النّعال هي : لباس تلكم القدم العليّة الأوليّة  ، الشريفة المنيفة المعظمة المطلسمة ، ذات العروج والولوج ، والمراقي والإرتتاق ، فمن يا ترى يجاريها أو يحاذيها ، في مضمار السباق .
   فلاريب أنّها خزانة الكنوز وجدار الرّموز ، يكمن في صدوفها وأكمامها ، كل سرّ تنزلي فرقاني هيكلي ، ثم يفصل على حسب المناظر والمنازل ، والقوابل الإمكانية ، تبطنها ماهية رقمية ، كالاسم على المسمى ، والطلسم على المعمى ؛ فلاجرم أنّها المنتهى .
   فهي الحجب ذات الإياة والسبحات ، الداهيات الناهيات ،الثائرات الغائرات ، المحيطة كالأسوار والجدران ، حول حمى الحرم النزلي ، فهيهات هيهات .
   فتلك القبلة النحنيّة الصمدانيّة ، الجامعة لسر المجالات والتوجهات ، وكل الصّيد في جوف الفرا ، وإلّا فمن يهدينا إلى فلك عرش الجسمانيّة ، غير يوحها الشّارقة الخارقة ، فدونك أيها المحقق فول وجهك شطرها ، فإنّ الحقائق حفت بالضّلالات .
  وهي المشكاة الزجاجية الأنموذجية ، التي تجمعنا بالأقدام اللاهوتية ، فما الكعبة الإبراهيمية ، وما الشجرة الموسوية معها .    
   فإنّها سدرة منتهى العالمين ، السالكين منهم والعارجين ، فإليها تنتهي الرفارف العزمية ، فضلا عن من دونها من البوارق الهمية ، وأما دون هذا فأولى .
   وهي مجلى الظهور بالنور ، المعربة عن الأثر الأعجمي ، إذا ما ارتسمت خطوطه على صفحات الآفاق ، تعكسه كالمرآة المقابلة للوجه ، والصورة المنقوشة من الكنه .
   وهي منهل ورود المريدين والمرادين ، في كل إمداد ينزل من سماء الجود على أرض الوجود ؛ ودولاب الإفاضات ، على حسب القوابل والاستعدادات ؛ فرياض الملكوت بزهر جمالها مونقة ، وحياض الجبروت بفيض أنوارها متدفقة ، ولا شيء علا أو نزل ، إلا وهو بمركزها منوط ، إذ لولا الواسطة  لذهب كما قيل الموسوط .
    فهذه وسيلة الوصول ، ورابطة الفصول بالأصول ، والباب المحيط اللازم للدخول ، فلا ترى يستنكف عنها، ملك مقرب ولا نبي مرسل ، بل تراهم عكفا على الأعتاب ، إذ ما الحضرة إلّا من كثيب غبارها ، تحت ظلال أنوارها .
     فهيهات هيهات ..، فعبثا  نحاول إحصاء الكمالات النعليّة ، وهي ذات الأسرار والبطون اللامتناهية .
ولخطر وحرمة إفشاء الأسرار ، يجب علينا ، أن نمسك عنان الأقلام ، فعلوم الإلهام تستنكر من الأفهام ذوات الأوهام .

                                                                     ]تبصرة [
إعلم أنّ كل ما نرقمه من حقائق في كمالات سيّدتنا عليها السّلام ، إنّما هو كالإشارة إلى حضرة بداية مولاها صلى الله عليه وسلم أو قل إلى حضرة البرزخ الفاصل مابيننا وبين عليائه صلى الله عليه وسلم .
لأنّه كان ولا بدّ أن يكون ، هذا المجال المحدد للمعالم ، ليميز الحقيقة من الخيال ، فلك أن تسمي هذا الحد بماشئت ، المهم أنّه يدل على بديهته ، وليس مبتدى حقيقته صلى الله عليه وسلم فحسب ، بل حتّى حضرة جسمانيته ، كما أشار إليها السيّد الكتاني قدس الله سرّه    .
 إذا فكل ما ننسبه إليها من كمالات ، ما هو إلّا تمثيل لحضرة البدهوت ، فليس العماء والإطلاق والهوية فيها ، كما هو في نسبته إلى المحتد الأكبر صلى الله عليه وسلم ، ولكنّه على منوالنا نحن معاشر الممكنات ، ذلك لمّا كانت آية منزّلة لتحدّينا ، وبرزخا منصوبا ليهدينا .