خمرتي

اللّيل طال من سعير وجدي =  فلا الدّوا ولا الغناء يجدي
ياقومي هل منكم من رآها = أو فيكم من يحكي لي رؤياها
رحمك الله يا قيس ليلى = فنحن ما احتملنا ويل ليله
البين ويل والحجاب نار = رحماك بالفؤاد ياقهار
فالنّفس تنحب واللّب يبكي = والقلب يلهب والرّوح تشكي
قد قيل لي من الذي تعنيه = قلت الذي جننت من نعليه
فقيل دعك واهوى بالحسان = قلت دعوني إنّ هذا شاني
فقيل ما في النّعل من جمال = قلت الذي في اللّيل من وصال
فقيل لي ابتدعت في الوجدان = فقلت ذاك مشرب العرفان
فقيل ما الدّليل يا ولوع = قلت قميض يوسف المخلوع
فقيل دعنا منك يامجنون = قلت لأنّني بها مفتون
دعوني أنتم في الهوى من قالوا = فالوجد ذوق والغرام حال
سلت المجانين عنّ النّعال= فقالوا قطب فلك الجمال
قلت ولو ملبوسة مدروسه = فقالوا تلك عندنا القدّوسه
قلت و هل ترونها بالعين = قالوا نعم بالعين دون غين
قلت إذا ترونها آثارا = فقالوا بل أنوارا بل أسرارا
قلت وهل تسقون من إناها = فقالوا نقتبس من أناها
قلت عجيب هل لها أنيّه = فقالوا والأعجب في الهويّه
قلت وهل للكنه ذاك غايه = فقالوا كلّا ما له نهايه
فقلت هل أدركتموا من هي = فقالوا هيها والوحى منهيّه
قلت وهل للسرّ من مدالي = فقالوا نحن دونها مجالي
قلت غريب أنتم من أنتم = فضحكوا وقالوا هي فاكتم
فعندها قلت خذوني معكم = فقالوا كيف والنّعال نعلكم
من يومها صرت المحبّ الجاني = وظلت لا أعبأ بالفواني