وبعد ماغاب النّور تصدّر الأثر المسرور ** ولا غرو فالغليل قد يتعلّل
بالسّراب ** وبالّليل نهتدي بالنجوم **
فمن شام الظلال كمن لمح الخلال ** ومن شمّ النّعال كان كمن شرب الجمال **
إذا ما توارى محيّا الجلال ** فدونك هذا جمال النّعال
ألا هم بها يالطيف المزاج ** فإنّ الجميل يحب الجمال
ألا هم بها يالطيف المزاج ** فإنّ الجميل يحب الجمال
فأعجز بها قرآن الوجود ، وفرقان الجود ** نون توراة
الأسرار ، وزابور بيان الأنوار ** وإنجيل جذب الآثار.
فهي
جلال الفتوحات المكية ، وجمال النفحات المدنية ** ذات
المواقف الروحيّة ، والفيوضات السبوحية .
فأنفس بها بهجة الأسرار ، وسر نفاسة جواهر
البحار** وأعجب بها بدا للعارف ، ويدا للعوارف في
المعارف والمواقف ** وحلية
الأولياء ، لا باليواقيت والجواهر ** وإنما
بجواهر المعاني ، ونفائس العرفان .
وأبصر بها مشكاة الأنوار القدسية ، المشرقة
بالنّفحات الأقدسية ** في سماء التجليات ، والمناظر الإلهية ** فهي شمس
المعارف،التي تهدي الخصوص، إلى النّصوص ،والفصوص .
وأكبر بها نسخة مراتب الوجود ، وحقيقة كل
موجود ** فتلك مقر منازل السائرين ، بل سدرة منتهى
العارجين ** عرش الإنسان الكامل ، وصدف الدّرة البيضاء ** ذات
المواهب اللدنية ، و الخصائص الكبرى .
واروح بها روح الإحياء ، وقوت القلوب ** فغبارها
ترياق لإيقاظ الهمم ، وسبب لسعادة الدارين
** فاستنشق نسيم السّحر ، قاب قوسي موضع القدمين
.
وأغرب بها خزينة الأسرار ، والكمالات الإلهية ** الحاوية لفتوح
الغيب ، ولطائف المنن ** وأعظم بها ديوانة الكهف والرقيم ** ومخدع
النّاموس الأعظم ، ومجمع القاموس الأقدم .
فلا أقسم بمواقع النجوم ، وبقطب العجائب
والغرائب ** أنّ
خبيئة الكون ، أعز من الكبريت ، و العنقاء ** وكيف لا ،
وهي تترصد بالطواسين ، والطّلاسم ** بل بالسّبحات
والغياهب والرّقيم ..