قال القاضي العلّامة الشاعر علي بن محمد العنـسي (وفاتُهُ 1139 هـ
/ حوالى 1726م)رحمهُ اللهُ تعالى مالفظهُ:
إطلعتُ في بعض الكتب على صورةِ نعل سيّـد المرسلين صلى الله عليهِ وعلى آلهِ الطاهرين ممثّـلةً بأحسن تمثـال، وكان يخطر في البـالِ نظمُ قصيدةٍ في مدحه صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلّم، وكلّـما نظرتُ إلى علوِّ محلِّـهِ، وفرط قصور مدحي فيه بعد أن مُـدِحَ بكلامِ ربّ العِزّةِ الذي لايأتيهِ البـاطلُ من بين يديهِ ولا من خلفهِ، أحْجمتُ عن ذلك تهيُّـباً منّي لذلك الجلال .. ولمّا اطلعتُ على مثـال النّـعلِ الشريف عثُـرتُ على البُـغيةِ المقصودةِ، والضّالّةِ المنشودةِ، وقلتُ للفكر القاصِـرِ: آنَ لك أن تنتهزَ الفـرصةَ، فيكفيكَ من الفخر أن تشرّفَ بمدحِ هذا المثـالِ المنيفِ، وتـتـمسّك بشِـراكِ هذا النّـعل الشّريف .
فقال رحمه الله تعالى:
مازلّتِ الـنّعلُ في قولٍ ولا عمـلِ *** بـلاثِـمِ شِبْـهِ نَـعْلي خاتمِ الـرُّسلِ
فكيفَ لو قبّلَ النّـعْلَ التي ارتفعتْ *** على السِّماكِ، على الجوزا، على زُحَلِ
بل كيفَ لو كان ذاك اللثْم في قَدَمٍ *** عَلَتْ محلاً على الروحِ الأمينِ علي
فضُمّهُ ياكسيرَ القلبِ منتــصِباً *** لِلَـثْمِهِ فهْوَ عندي قِبْـلة القُبَـــلِ
أفديهِ من شِبْهِ نَعْلٍ لستُ أُنْزِلهُ *** إلاّ السوادينِ من قلبي ومن مُقَلي
باللهِ يافِكْريَ الوقّاد خاطــرهُ *** أرِحْ فؤادي عنِ التشبيبِ والغَزَلِ
وخلِّ عنكَ يادار ميّـةَ بالجرعا *** أو عُجْ برسمِ الدّارِ فالـطـللِ
ومِلْ عنِ البانِ في سحر البيان ولا***تَكِلْ طبعي بذكرى جيرةِ الكَللِ
وانزلْ عنِ السهلِ في أرضِ الكلامِ ودعْ***لصخر شِعْرابن هاني ذروة الجبلِ
وهاتِ ماساقهُ الطبعُ اللطيفُ بــلا *** تكلّفٍ وامضِ فيهِ بــلا مللِ
فإن أجدتَ فلم أسمع بمبتــذلٍ *** فيما نظمتَ ولم أعثرْ على ثـقلِ
فاخترْ لنا خيرَ مايهديهِ ذو كلمٍ *** تمدّح شبه نَـعلَي خير منتعِلِ
ولا تثِـبْ وثبةَ المغرورِ ممتدِحاً***لصاحبِ النّـعلِ تُدعى صاحبُ الخطلِ
فأنتَ أقْصر باعاً أن تطول يداً *** لذاكَ بعد كلامِ الواحدِ الأزلـي
فقِـفْ لدى النّـعلِ واشمخْ بالمديحِ لها**أنقا، وتِهْ وافتَخِرْ وافرحْ وصِلْ وصِلِ
ونظِّمِ الشُّهبَ ثم اجعلْ صحيفتَـها*** جبين شمسِ الضُّحى والشمس في الطَّفَلِ
عسى يقومُ بحقِ النّـعلِ إنْ هجمتْ** بكَ السعادة في الدنيا على الأملِ
وقدْ وجدتَ مكانَ القولِ ذا سعةٍ *** فإنْ وجدتَ لساناً قائلاً فقُـلِ
حتى قال رحمهُ اللهُ تعالى:
قد مثّـلَ الرومُ في الكاساتِ قصرهموا*وذاك موضع أهلِ البغيِ والزّللِ
فوالذي شرّفَ النّـعْلَ الذي لمَسَتْ **أقدامَ هادي البراياواضح السُّـبُلِ
لو صيغ من شكلها تاجُ لمملكةٍ *** لما استَحَقَّتْهُ إلاّ أشرف الدُّوَلِ
وياأخا الهمِّ هذا نعلُ من شَرُفَتْ**أفواهها من ثرى نعليْهِ بالقُـبَلِ
قبِّلْهُ واضربْ بهِ وجْهَ الهمومِ إذا*مابِتَّ من غمراتِ الهمّ في شُغَلِ
وقُلْ لعقرب همٍ خِفْـتَ عودتها *** على الفؤادِ مقال الناشِطِ الجَـذِلِ
ياعقربَ الهمِّ هذا النّـعل حاضرة** إنْ عُدْتَ عُدْنا إلى أيّامِنا الأُوَلِ
وللقصيدة بقية .
إطلعتُ في بعض الكتب على صورةِ نعل سيّـد المرسلين صلى الله عليهِ وعلى آلهِ الطاهرين ممثّـلةً بأحسن تمثـال، وكان يخطر في البـالِ نظمُ قصيدةٍ في مدحه صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلّم، وكلّـما نظرتُ إلى علوِّ محلِّـهِ، وفرط قصور مدحي فيه بعد أن مُـدِحَ بكلامِ ربّ العِزّةِ الذي لايأتيهِ البـاطلُ من بين يديهِ ولا من خلفهِ، أحْجمتُ عن ذلك تهيُّـباً منّي لذلك الجلال .. ولمّا اطلعتُ على مثـال النّـعلِ الشريف عثُـرتُ على البُـغيةِ المقصودةِ، والضّالّةِ المنشودةِ، وقلتُ للفكر القاصِـرِ: آنَ لك أن تنتهزَ الفـرصةَ، فيكفيكَ من الفخر أن تشرّفَ بمدحِ هذا المثـالِ المنيفِ، وتـتـمسّك بشِـراكِ هذا النّـعل الشّريف .
فقال رحمه الله تعالى:
مازلّتِ الـنّعلُ في قولٍ ولا عمـلِ *** بـلاثِـمِ شِبْـهِ نَـعْلي خاتمِ الـرُّسلِ
فكيفَ لو قبّلَ النّـعْلَ التي ارتفعتْ *** على السِّماكِ، على الجوزا، على زُحَلِ
بل كيفَ لو كان ذاك اللثْم في قَدَمٍ *** عَلَتْ محلاً على الروحِ الأمينِ علي
فضُمّهُ ياكسيرَ القلبِ منتــصِباً *** لِلَـثْمِهِ فهْوَ عندي قِبْـلة القُبَـــلِ
أفديهِ من شِبْهِ نَعْلٍ لستُ أُنْزِلهُ *** إلاّ السوادينِ من قلبي ومن مُقَلي
باللهِ يافِكْريَ الوقّاد خاطــرهُ *** أرِحْ فؤادي عنِ التشبيبِ والغَزَلِ
وخلِّ عنكَ يادار ميّـةَ بالجرعا *** أو عُجْ برسمِ الدّارِ فالـطـللِ
ومِلْ عنِ البانِ في سحر البيان ولا***تَكِلْ طبعي بذكرى جيرةِ الكَللِ
وانزلْ عنِ السهلِ في أرضِ الكلامِ ودعْ***لصخر شِعْرابن هاني ذروة الجبلِ
وهاتِ ماساقهُ الطبعُ اللطيفُ بــلا *** تكلّفٍ وامضِ فيهِ بــلا مللِ
فإن أجدتَ فلم أسمع بمبتــذلٍ *** فيما نظمتَ ولم أعثرْ على ثـقلِ
فاخترْ لنا خيرَ مايهديهِ ذو كلمٍ *** تمدّح شبه نَـعلَي خير منتعِلِ
ولا تثِـبْ وثبةَ المغرورِ ممتدِحاً***لصاحبِ النّـعلِ تُدعى صاحبُ الخطلِ
فأنتَ أقْصر باعاً أن تطول يداً *** لذاكَ بعد كلامِ الواحدِ الأزلـي
فقِـفْ لدى النّـعلِ واشمخْ بالمديحِ لها**أنقا، وتِهْ وافتَخِرْ وافرحْ وصِلْ وصِلِ
ونظِّمِ الشُّهبَ ثم اجعلْ صحيفتَـها*** جبين شمسِ الضُّحى والشمس في الطَّفَلِ
عسى يقومُ بحقِ النّـعلِ إنْ هجمتْ** بكَ السعادة في الدنيا على الأملِ
وقدْ وجدتَ مكانَ القولِ ذا سعةٍ *** فإنْ وجدتَ لساناً قائلاً فقُـلِ
حتى قال رحمهُ اللهُ تعالى:
قد مثّـلَ الرومُ في الكاساتِ قصرهموا*وذاك موضع أهلِ البغيِ والزّللِ
فوالذي شرّفَ النّـعْلَ الذي لمَسَتْ **أقدامَ هادي البراياواضح السُّـبُلِ
لو صيغ من شكلها تاجُ لمملكةٍ *** لما استَحَقَّتْهُ إلاّ أشرف الدُّوَلِ
وياأخا الهمِّ هذا نعلُ من شَرُفَتْ**أفواهها من ثرى نعليْهِ بالقُـبَلِ
قبِّلْهُ واضربْ بهِ وجْهَ الهمومِ إذا*مابِتَّ من غمراتِ الهمّ في شُغَلِ
وقُلْ لعقرب همٍ خِفْـتَ عودتها *** على الفؤادِ مقال الناشِطِ الجَـذِلِ
ياعقربَ الهمِّ هذا النّـعل حاضرة** إنْ عُدْتَ عُدْنا إلى أيّامِنا الأُوَلِ
وللقصيدة بقية .