** هي النعل وافخراه **
قال القاضي العلّامة الشاعر علي بن محمد العنـسي (وفاتُهُ 1139 هـ
/ حوالى 1726م)رحمهُ اللهُ تعالى مالفظهُ:
إطلعتُ في بعض الكتب على صورةِ نعل سيّـد المرسلين صلى الله عليهِ وعلى آلهِ الطاهرين ممثّـلةً بأحسن تمثـال، وكان يخطر في البـالِ نظمُ قصيدةٍ في مدحه صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلّم، وكلّـما نظرتُ إلى علوِّ محلِّـهِ، وفرط قصور مدحي فيه بعد أن مُـدِحَ بكلامِ ربّ العِزّةِ الذي لايأتيهِ البـاطلُ من بين يديهِ ولا من خلفهِ، أحْجمتُ عن ذلك تهيُّـباً منّي لذلك الجلال .. ولمّا اطلعتُ على مثـال النّـعلِ الشريف عثُـرتُ على البُـغيةِ المقصودةِ، والضّالّةِ المنشودةِ، وقلتُ للفكر القاصِـرِ: آنَ لك أن تنتهزَ الفـرصةَ، فيكفيكَ من الفخر أن تشرّفَ بمدحِ هذا المثـالِ المنيفِ، وتـتـمسّك بشِـراكِ هذا النّـعل الشّريف .
فقال رحمه الله تعالى:
مازلّتِ الـنّعلُ في قولٍ ولا عمـلِ *** بـلاثِـمِ شِبْـهِ نَـعْلي خاتمِ الـرُّسلِ
فكيفَ لو قبّلَ النّـعْلَ التي ارتفعتْ *** على السِّماكِ، على الجوزا، على زُحَلِ
بل كيفَ لو كان ذاك اللثْم في قَدَمٍ *** عَلَتْ محلاً على الروحِ الأمينِ علي
فضُمّهُ ياكسيرَ القلبِ منتــصِباً *** لِلَـثْمِهِ فهْوَ عندي قِبْـلة القُبَـــلِ
أفديهِ من شِبْهِ نَعْلٍ لستُ أُنْزِلهُ *** إلاّ السوادينِ من قلبي ومن مُقَلي
باللهِ يافِكْريَ الوقّاد خاطــرهُ *** أرِحْ فؤادي عنِ التشبيبِ والغَزَلِ
وخلِّ عنكَ يادار ميّـةَ بالجرعا *** أو عُجْ برسمِ الدّارِ فالـطـللِ
ومِلْ عنِ البانِ في سحر البيان ولا***تَكِلْ طبعي بذكرى جيرةِ الكَللِ
وانزلْ عنِ السهلِ في أرضِ الكلامِ ودعْ***لصخر شِعْرابن هاني ذروة الجبلِ
وهاتِ ماساقهُ الطبعُ اللطيفُ بــلا *** تكلّفٍ وامضِ فيهِ بــلا مللِ
فإن أجدتَ فلم أسمع بمبتــذلٍ *** فيما نظمتَ ولم أعثرْ على ثـقلِ
فاخترْ لنا خيرَ مايهديهِ ذو كلمٍ *** تمدّح شبه نَـعلَي خير منتعِلِ
ولا تثِـبْ وثبةَ المغرورِ ممتدِحاً***لصاحبِ النّـعلِ تُدعى صاحبُ الخطلِ
فأنتَ أقْصر باعاً أن تطول يداً *** لذاكَ بعد كلامِ الواحدِ الأزلـي
فقِـفْ لدى النّـعلِ واشمخْ بالمديحِ لها**أنقا، وتِهْ وافتَخِرْ وافرحْ وصِلْ وصِلِ
ونظِّمِ الشُّهبَ ثم اجعلْ صحيفتَـها*** جبين شمسِ الضُّحى والشمس في الطَّفَلِ
عسى يقومُ بحقِ النّـعلِ إنْ هجمتْ** بكَ السعادة في الدنيا على الأملِ
وقدْ وجدتَ مكانَ القولِ ذا سعةٍ *** فإنْ وجدتَ لساناً قائلاً فقُـلِ
حتى قال رحمهُ اللهُ تعالى:
قد مثّـلَ الرومُ في الكاساتِ قصرهموا*وذاك موضع أهلِ البغيِ والزّللِ
فوالذي شرّفَ النّـعْلَ الذي لمَسَتْ **أقدامَ هادي البراياواضح السُّـبُلِ
لو صيغ من شكلها تاجُ لمملكةٍ *** لما استَحَقَّتْهُ إلاّ أشرف الدُّوَلِ
وياأخا الهمِّ هذا نعلُ من شَرُفَتْ**أفواهها من ثرى نعليْهِ بالقُـبَلِ
قبِّلْهُ واضربْ بهِ وجْهَ الهمومِ إذا*مابِتَّ من غمراتِ الهمّ في شُغَلِ
وقُلْ لعقرب همٍ خِفْـتَ عودتها *** على الفؤادِ مقال الناشِطِ الجَـذِلِ
ياعقربَ الهمِّ هذا النّـعل حاضرة** إنْ عُدْتَ عُدْنا إلى أيّامِنا الأُوَلِ
وللقصيدة بقية .
إطلعتُ في بعض الكتب على صورةِ نعل سيّـد المرسلين صلى الله عليهِ وعلى آلهِ الطاهرين ممثّـلةً بأحسن تمثـال، وكان يخطر في البـالِ نظمُ قصيدةٍ في مدحه صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلّم، وكلّـما نظرتُ إلى علوِّ محلِّـهِ، وفرط قصور مدحي فيه بعد أن مُـدِحَ بكلامِ ربّ العِزّةِ الذي لايأتيهِ البـاطلُ من بين يديهِ ولا من خلفهِ، أحْجمتُ عن ذلك تهيُّـباً منّي لذلك الجلال .. ولمّا اطلعتُ على مثـال النّـعلِ الشريف عثُـرتُ على البُـغيةِ المقصودةِ، والضّالّةِ المنشودةِ، وقلتُ للفكر القاصِـرِ: آنَ لك أن تنتهزَ الفـرصةَ، فيكفيكَ من الفخر أن تشرّفَ بمدحِ هذا المثـالِ المنيفِ، وتـتـمسّك بشِـراكِ هذا النّـعل الشّريف .
فقال رحمه الله تعالى:
مازلّتِ الـنّعلُ في قولٍ ولا عمـلِ *** بـلاثِـمِ شِبْـهِ نَـعْلي خاتمِ الـرُّسلِ
فكيفَ لو قبّلَ النّـعْلَ التي ارتفعتْ *** على السِّماكِ، على الجوزا، على زُحَلِ
بل كيفَ لو كان ذاك اللثْم في قَدَمٍ *** عَلَتْ محلاً على الروحِ الأمينِ علي
فضُمّهُ ياكسيرَ القلبِ منتــصِباً *** لِلَـثْمِهِ فهْوَ عندي قِبْـلة القُبَـــلِ
أفديهِ من شِبْهِ نَعْلٍ لستُ أُنْزِلهُ *** إلاّ السوادينِ من قلبي ومن مُقَلي
باللهِ يافِكْريَ الوقّاد خاطــرهُ *** أرِحْ فؤادي عنِ التشبيبِ والغَزَلِ
وخلِّ عنكَ يادار ميّـةَ بالجرعا *** أو عُجْ برسمِ الدّارِ فالـطـللِ
ومِلْ عنِ البانِ في سحر البيان ولا***تَكِلْ طبعي بذكرى جيرةِ الكَللِ
وانزلْ عنِ السهلِ في أرضِ الكلامِ ودعْ***لصخر شِعْرابن هاني ذروة الجبلِ
وهاتِ ماساقهُ الطبعُ اللطيفُ بــلا *** تكلّفٍ وامضِ فيهِ بــلا مللِ
فإن أجدتَ فلم أسمع بمبتــذلٍ *** فيما نظمتَ ولم أعثرْ على ثـقلِ
فاخترْ لنا خيرَ مايهديهِ ذو كلمٍ *** تمدّح شبه نَـعلَي خير منتعِلِ
ولا تثِـبْ وثبةَ المغرورِ ممتدِحاً***لصاحبِ النّـعلِ تُدعى صاحبُ الخطلِ
فأنتَ أقْصر باعاً أن تطول يداً *** لذاكَ بعد كلامِ الواحدِ الأزلـي
فقِـفْ لدى النّـعلِ واشمخْ بالمديحِ لها**أنقا، وتِهْ وافتَخِرْ وافرحْ وصِلْ وصِلِ
ونظِّمِ الشُّهبَ ثم اجعلْ صحيفتَـها*** جبين شمسِ الضُّحى والشمس في الطَّفَلِ
عسى يقومُ بحقِ النّـعلِ إنْ هجمتْ** بكَ السعادة في الدنيا على الأملِ
وقدْ وجدتَ مكانَ القولِ ذا سعةٍ *** فإنْ وجدتَ لساناً قائلاً فقُـلِ
حتى قال رحمهُ اللهُ تعالى:
قد مثّـلَ الرومُ في الكاساتِ قصرهموا*وذاك موضع أهلِ البغيِ والزّللِ
فوالذي شرّفَ النّـعْلَ الذي لمَسَتْ **أقدامَ هادي البراياواضح السُّـبُلِ
لو صيغ من شكلها تاجُ لمملكةٍ *** لما استَحَقَّتْهُ إلاّ أشرف الدُّوَلِ
وياأخا الهمِّ هذا نعلُ من شَرُفَتْ**أفواهها من ثرى نعليْهِ بالقُـبَلِ
قبِّلْهُ واضربْ بهِ وجْهَ الهمومِ إذا*مابِتَّ من غمراتِ الهمّ في شُغَلِ
وقُلْ لعقرب همٍ خِفْـتَ عودتها *** على الفؤادِ مقال الناشِطِ الجَـذِلِ
ياعقربَ الهمِّ هذا النّـعل حاضرة** إنْ عُدْتَ عُدْنا إلى أيّامِنا الأُوَلِ
وللقصيدة بقية .
حرف اللام 2
الفقيه سيدي عليّ بن أحمد الشامي الخزرجي
:
أتت شمس السماء تحط راسا ... لهذي النعل من دون النعال
و تلثم تربها ذلا لتحظى ... بما رامته من رتب المعالي
فقال لها الهلال وقد رآها ... أنخضع لا محالة للنعال؟
فنادته أبتدرها لا تؤخر ... فيفتضح المعالي بالمعالي
و للكاتب المكلاتي:
انظر إلى البدر وتكليفه ... بين شراك يا لها من قبال
ما صار كالعرجون من تمة ... إلاّ محاكاة لهذا المثال
وقال بعضهم :
مثال نعل الرسول ... خذه بحن القبول
ففضله ليس يحصى ... لدفع كل مهول
و قال آخر:
أمرغ في المثال بياض وجهي ... فقد عقد النبي لها قبولا
و ما حب المثال شغفن قلبي ... و لكن حب من لبس المثالا
و للشيخ أبي بكر أحمد القرطبي في ذلك:
و نعل خضعنا هيبة لهائها ... و أنا متى نخضع لها أبدا نعل
فضعنا على أعلى المفارق إنها ... حقيقتها تاج وصورتها نعل
بأخمص خير الخلق حازت مرية ... على التاج حتى باهت المفرق الرجل
معاني الهدى عنها استنارت لمبصر ... و إنَّ بحار الجود من فيضها تحلو
سلونا ولكن عن سواها وإنما ... يهيم بمغناها الغريب وما يسلو
فما شاقنا مذ راقنا رسم عزها ... حميم ولا مال كريم ولا أهل
شفاء لذي سقم رجاء لبائس ... أمان لذي خوف كذا يحسب الفضل
أتت شمس السماء تحط راسا ... لهذي النعل من دون النعال
و تلثم تربها ذلا لتحظى ... بما رامته من رتب المعالي
فقال لها الهلال وقد رآها ... أنخضع لا محالة للنعال؟
فنادته أبتدرها لا تؤخر ... فيفتضح المعالي بالمعالي
و للكاتب المكلاتي:
انظر إلى البدر وتكليفه ... بين شراك يا لها من قبال
ما صار كالعرجون من تمة ... إلاّ محاكاة لهذا المثال
وقال بعضهم :
مثال نعل الرسول ... خذه بحن القبول
ففضله ليس يحصى ... لدفع كل مهول
و قال آخر:
أمرغ في المثال بياض وجهي ... فقد عقد النبي لها قبولا
و ما حب المثال شغفن قلبي ... و لكن حب من لبس المثالا
و للشيخ أبي بكر أحمد القرطبي في ذلك:
و نعل خضعنا هيبة لهائها ... و أنا متى نخضع لها أبدا نعل
فضعنا على أعلى المفارق إنها ... حقيقتها تاج وصورتها نعل
بأخمص خير الخلق حازت مرية ... على التاج حتى باهت المفرق الرجل
معاني الهدى عنها استنارت لمبصر ... و إنَّ بحار الجود من فيضها تحلو
سلونا ولكن عن سواها وإنما ... يهيم بمغناها الغريب وما يسلو
فما شاقنا مذ راقنا رسم عزها ... حميم ولا مال كريم ولا أهل
شفاء لذي سقم رجاء لبائس ... أمان لذي خوف كذا يحسب الفضل
ولسيدي عبد الرحمن الحيسوبي الفاسي رحمه الله وكان قد كتبها على مثال
للنعل الحبيبة عليها السّلام :
نعال بها إذا مست الأرض شرفت*** بها الأرض عن أفق السماوات الفضل
فما مثلها ذخر وهذا مثالها *** طباق الذي للمصطفى كان في الرّجل
وعند الصقلّيين من شرفائنا ** بفاس وجدناها فقيست بذا المثل
وفي السبع والستّين والألف صنعه *** بمحكم إتقان بشاهدي العدل
وشاهده العمراني وهو محمد ** وأحمد المزوار قاساه بالأصل
وقال وحدثني من له خبرة أنّه رآها ***واحتذى النّاس عليه كم من مثال
وللسيدة أم السعد بنت عصام الحميري القرطبية:
سألثم التمثال إذ لم أجد ** للثم نعل المصطفى من سبيل
لعلني أحظى بتقبيله في **جنة الفردوس أسنى مقيل
في ظل طوبى ساكناً آمناً ** أسقى بأكواس من السلسبيل
وأمسح القلب به عله *** يسكن ما جاش به من غليل
فطالما استشفى بأطلال من *** يهواه أهل الحب في كل جيل
وللإمام المقري :
بشرف المختار قد شرفت ... نعاله حتى سما ذا المثال
فاسأل له الرحمن جل أسمه ... فما به يسأل إلاّ أنال
و كيف لا يدرك مستمسك ... بالعروة الوثقى المنى بالسؤال
و جاه خير الخلق أعظم به ... ملاذنا في حالنا والمآل
صلى عليه الله مع صحبه ... و آله أجل صحب وآل
وقال ابن بزيزة التميمي كما في رحلة السبتي:
عن العلم الحبر الإمام أبي الفضل ** روينا نعال المصطفى سيد الرسل
فبادر لك البشرى بلثم مثالها ** عسى أن تنال الفوز في موقف الهول
فكم لاثم ترب الحبيب لأنه ** مواطئ أخفاف الركاب أو النعل
نعال بها إذا مست الأرض شرفت*** بها الأرض عن أفق السماوات الفضل
فما مثلها ذخر وهذا مثالها *** طباق الذي للمصطفى كان في الرّجل
وعند الصقلّيين من شرفائنا ** بفاس وجدناها فقيست بذا المثل
وفي السبع والستّين والألف صنعه *** بمحكم إتقان بشاهدي العدل
وشاهده العمراني وهو محمد ** وأحمد المزوار قاساه بالأصل
وقال وحدثني من له خبرة أنّه رآها ***واحتذى النّاس عليه كم من مثال
وللسيدة أم السعد بنت عصام الحميري القرطبية:
سألثم التمثال إذ لم أجد ** للثم نعل المصطفى من سبيل
لعلني أحظى بتقبيله في **جنة الفردوس أسنى مقيل
في ظل طوبى ساكناً آمناً ** أسقى بأكواس من السلسبيل
وأمسح القلب به عله *** يسكن ما جاش به من غليل
فطالما استشفى بأطلال من *** يهواه أهل الحب في كل جيل
وللإمام المقري :
بشرف المختار قد شرفت ... نعاله حتى سما ذا المثال
فاسأل له الرحمن جل أسمه ... فما به يسأل إلاّ أنال
و كيف لا يدرك مستمسك ... بالعروة الوثقى المنى بالسؤال
و جاه خير الخلق أعظم به ... ملاذنا في حالنا والمآل
صلى عليه الله مع صحبه ... و آله أجل صحب وآل
وقال ابن بزيزة التميمي كما في رحلة السبتي:
عن العلم الحبر الإمام أبي الفضل ** روينا نعال المصطفى سيد الرسل
فبادر لك البشرى بلثم مثالها ** عسى أن تنال الفوز في موقف الهول
فكم لاثم ترب الحبيب لأنه ** مواطئ أخفاف الركاب أو النعل
*** حرف اللاّم ***
قال ابن الآبار كما ( في الفتح للمقري ورحلة السبتي) :
سجام لعمري أدمع وسجال ... لأن عز من نعل الرسول مثال
و هل يملك العينين في مثلها سوى ... خلى عداه عن هداه ضلال
مثال إلى نعل المطهر يعتزى ... فإعزازه للحسنين منال
أقبله شوقا تملكي لمّا ... حكي وشهيدي لو يفوه قبال
و آبي اشتراكا في التزام شراكه وحسبي منه عصمة وثمال
ومعقده مما قد عقدت به الهوى فلا صح عزم إن صحا لي بال
مرادي من تمريغ شيبي عليه أنَّ ... تسح من الرحمى على سجال
و من وضعه في حر وجه ورفعه لقمة رأسي أن يعز منال
فأحظى بحظي من جوار محمّد ... و هل بعد تنويل الجوار نوال
وللشيخ محمّد بن الفرج السبتي رحمه الله:
أقول وهجراني سيعقبه الوصل ... فعقد الهوى الشرعي ما أنْ له حلُ
غداة رأت عيني مثال نعال من ... بدا فهدى أهل السعادة إذ ضلوا
تمنيت لو أني ظفرت بتربةٍ ... عليها مشت نعل بلابسها نعلو
فأكحل عيناً أرمدت ببعاده ... و ليس سوى ذاك التراب لها كحلُ
هو الكحل يجلو ما بعيني من قذى ... و كم كحل أنْ تكحل به العين لا يجلو
فطوباك طوبى ثم طوبى وحق أنْ ... أردد طوبى ثم طوبى أيا نعلُ
فإنك قد أودعت رجلاً علت على ... بساط عُلا لم تعله قبلها رجل
فأقسم لو تؤتى العمائم سؤلها ... لمّا كان غير النعل كان لها سؤل
و ناهيك من رجل مشت بمحمدٍ ... مفضل رسل الله إنَّ عدت الرسل
أبو القاسم الأسمى وطئ السما ... فنودي من فيها ألا خلقه صلوا
و لو لم تطأها رجله كان للثرى ... على الفلك الأعلى بموطئها الفضل
فيا مرسلا ما في النبيين مثله ... رسولا وهل للشمس من جنسها مثل
أثرت ظلام الجهل فالقلب نير ... محا العلم منه أحرفا خطها الجهل
فكان كمثل السيف أصبح صادئاً ... و أمسى وقد جلى مضاربه الصقل
يلوح به الإيمان شكلا لناظرٍ ... و لولاك لم يطلع به ذلك الشكل
فحق لذي عقل بأن يقطع المدى ... مدى غمره ما دام يصحبه العقل
و ما شغله إلاّ امتداح جلالكم ... فتعم الفتى من شغله ذلك الشغل
أمولاي يا مولاي ألفا وبعده ... كذلك ألف ثم ألف له قبل
عديد الحصى والرمل بل عد ما إذا ... بدا فالحصى جزء بدا منه والرمل
فحبكم كهفي الذي مذ حللته ... إذا اشتد بي الكرب على الفور ينحل
و سيفي السريجي الذي مذ سللته ... رأيت خطوب الجهل عني تنسل
ورمحي الرديني الذي مذ شرعته ... صرعت به ثكلى فلا نعش الثكل
و قوسي التي مذ سدد الصدق نبلها ... أصابت أسى ما خاب له نبل
فها أنا في ظل من الأمن قاطعٍ ... على الأمن أنَّ يتدلى ذلك الظل
و من يدري ما أدري من افضالك الذي ... هو الباب والأفضال أجمعه فصل
أو الأصل والإفضال بعض فروعه ... و ما يستوي في الرتبة الفرع والأصل
ينم آمنا من جور دهر صروفه ... سواهر واستقضى وليس له عدل
محمّد يا غوثي وغيثي كلما ... تجهمت الأيام أو أحجف المحل
محمّد يا حزري وعزي كلما ... تفاقمت الأهوال أو طرق الذل
أكرر في أحوالي اسمك أنَّه ... كالشهد ما كررته في فمي يحلو
أما أنَّه أحلى وأيمن مجتنى ... فكم مجتن للشهد تلسعه النحل
و إنَّ كان في الشهد الشفاء لمشتكٍ ... بعلة جسم أصلها الشرب والأكل
فباسمك يشفي كل قلب إذا اشتكى ... إليك بداء جره القول والفعل
و ما جسد الإنسان مثل فؤاده ... فمنزل ذا علو ومنزل ذا سفل
فبالفضل يا ذا الفضل والبذل إنَّ عدت ... خطوب ولمّا يلف فضل ولا بذل
أجرى من نار ضريع طعامها ... و مهل وما يغني ضريع ولا مهل
و من أهلها العاصي أوامر ربه ... و إني لها أو يغفر الله لي أهل
أما إنني أرجو النجاة وإنَّ تكن ... ذنوبي حملا لا يطاق لها حمل
فإني قد أعددت أي ذخيرةٍ ... تخفف من ثقل الذنوب فلا ثقل
هواك الذي للمعضلات خبأته ... فمن مهجتي حق ومن غيرتي قفل
ألا هكذا فليخبإ الحب مدنف ... إذا ما سلا أهل المحبة لا يسلو
و إنَّ يعتلل وقتا غرام فيختلل ... فما حبه يعتل وقتا فيختل
فكم بين من قد تيم الفضل والعلا ... و بين الذي قد تيم الغنج والدل
لبينهما ما بين وصل وقطعة ... و هيهات ما بالقطع يشتبه الوصل
و إنَّ غرست كفهما شجر الهوى ... فمغروس ذا شرى ومغروس ذا نخل
فيا قلبي أحلل من هواك بجنةٍ ... بها أحتل قلب حبه ليس يعتل
و ناد الورى إني احتللت بجنة ... بها كل من يهوى هواي سيحتل
أدير بها كأسا دهاقاً وما سوى ... سروري بمحبوبي مدام ولا نقل
هي الخمر لم يتلف بها عقل شاربٍ ... و تلك حرام في الكتاب وذي حل
و يا فكري الرامي المصيب بنبله ... مقاتل أغراض أراها له النبل
و في قتلها عند اللبيب حياتها ... و من أعجب الأشياء أنَّ يحيي القتل
بتأليف شمل المدح في المصطفى اشتغل ... يعنك على تأليفه ذلك الشمل
فذاك محل المدائح قابل ... إذا انحصرت فيه مدائح من قبل
محل يسمى في علاه مقصراً ... أديب وفي الأمداح من طبعه يغلو
محل علا فوق السماء ولم يكن ... لأعلى محل ذلك العلو إنَّ يعلو
فقل للأديب المكثر القول في حلى ... علاه: كثير القول في مجده قل
فضائله بحر وسجل كلامنا ... و ليس يغيض البحر دلو ولا سجل
و تالله ما البحر الغطامط مشبها ... فضائله أو يشبه الوابل الطل
و لكنها الأمثال تضرب للورى وليس من المشروط أنَّ يفعل الكل
و قد ضرب الله الأقل لنوره ... فقال كمشكاةٍ وليس له مثل
أخير رسول جاء للخلق هادياً ... و قد درست سبل النجاة فلا سبل
و كلهم نشوان من خمرة الهوى ... فمعبودهم نسر ومدعوهم بعل
فما منهم إلاّ أمير ضلالةٍ ... ففي جيده غل وفي رجله كبل
فدلوا على سبل النجاة بنوره ... جميعا ولولا ذلك النور ما دلوا
فأعقب ذلك النور مدلوله حلى ... ففي جيده عقد وفي رجله حجل
وقفت بباب الجود والكرم الذي ... غمامته وطفا وعارضه وبل
فما كرم يروق عن الجود واهبا ... مواهبه تترى ونائله جزل
و قيس بذا إلاّ وقال أولو النهى ... ألا إنَّ ذاك الجود في جنب ذا بخل
و لي حاجة عنت إليك، قضاؤها ... عليك بفضل الله يا سيدي سهل
زيارة أرض طيب الله تربها ... فما المسك مفضوض الختام لها شكل
هي البلدة الغراء طيبة التي ... بها ديم الرحمى مدى الدهر تنهل
فمن حل مثوى أنت فيه مخيم ... و يا طيب أقوام بطيبة قد حلوا
يكن آمنا من كل حزن وخيفة ... و يعظم له جاه ويكرم له نزل
فما داخل عدنا يخاف مثال الردى ... و تشهد آيات الكتاب الذي نتلو
و لا فرق ما بين الجنان وبينها ... لدى من له عقل من الناس أو نقل
و صلى عليك الله ما هبت الصبا ... و ما كان للزمن التي أعصرت هطل
و مما له أيضاً تقبل الله عمله وبلغه أمله:
انظر إلى هلالا ... فاق البدور جمالا
أستغفر الله ربي ... فقد أفكت مقالا
فالمحق ليس مصيبي ... و قد يصيب الهلالا
لكن حكيت نعالا ... لسيد قد تعالى
شأى النبيين جاها ... و حظوة وخلالا
فإن شكوت بشوق ... فؤادك الصب نالا
فلتلثمني فلثمي ... يشق اشتياقا توالى
نعم لثمتك شوقا ... لمّا حكيت النعالا
و من يظن بنعل ... شغفت ظن المحالا
بلابس النعل همنا ... و منه نبغي الوصالا
يا رب يشكوك قلبي ... يشكوك صادا ودالا
فقرب الدار ممن ... برأت فاء وذالا
فما لأحمد ندري ... في المرسلين مثالا
هذا وإنْ كان منهم ... و الكل حاز الكمالا
ففي السما نيراب ... و كلها يتلالا
و ليس منها مضاه ... للشمس في النور لالا
صلى عليه إله ... به أزال الضلالا
ما لحق الجزم فعلا ... أو لزم النصب حالا
ثم سلام عبيد ... ما إنْ عن الرق حالا
يخص مولى كريما ... عم العبيد نوالا
و آله خير آل ... إنْ عدد الخلق آلا
ما أطلع الأفق شمسا ... و أنشأ الجو آلا
وللشيخ محمّد بن الفرج السبتي رحمه الله:
يا سائلا أفتيه إثر سؤاله ... عما يرى إنَّ يشك من إشكاله
تراه سواد القلب والعينين في ... شكل هلال الأفق من أشكاله
أخطأت لست بعائد ولكم مصيب مخطي في البعض من أقواله
فالبدر يكسف في منازل سعده ... و يصيبه النقصان إثر كماله
و كلاهما شين وهذا قد وفى ... من كل شين يدر سر جماله
أو ليس تمثال النعال نعال من ... وطئ السموات العلى بنعاله
نعل بلابسها بأت ويحق أنَّ ... تبأى به لجلاله وخلاله
فلقد حوت رجلاً مشت بالصفوة المختار عند الله من أرساله
فالثمه تمثالا لها لثم أمرئ ... باللثم يروى من صدى بلباله
فلرب مشتاق رأى آثار من ... يشتاقه فشفته من أوجاله
أو ما ترى يعقوب عاد بثوب من ... يهودي سنى عينيه بعد زواله
و هوى في مولاي يفضل حب يعقوب على المروى من أحواله
فمحمد هو معتقي من ملك شر ... كٍ كنت طوع يمينه وشماله
قطعت هدايته حبال ضالتي ... بحسامها الجالي الردى بصقاله
فغدوت معتقلا ورحت مسرحاً ... متمسكا من هديه بحباله
يرتاح في عدن الهدى قلبي ولا ... يخشى الإعادة من جحيم ضلاله
أصل النداء معرفا بعوارفٍ ... بلغ الفؤاد بها مدى آماله
يا قوم إقرار أمري بفضائلٍ ... عظمت على لأحمد ولآله
كنت الذليل فمذ تملك مجده ... نفسي بما قد كان من إفضاله
ما زال يسعى في عزازة عبده ... حتى محا بالعز نقطة ذاله
فأنا الدليل لأعبدٍ ذلوا على ... أنَّ يصبحوا مثلي عبيد جلاله
مولاي يا مولاي ألفا مردفا ... بمثاله ومثاله ومثاله
أضعاف أضعافِ الذي في البحر من ... نقطٍ: أجاج الماء أو سلساله
أنا عبدك القن الذي أطلقته ... من جهل أوثق مهجتي بعقاله
فبما على لكم من الفضل الذي ... ضعفت قوي شكري عن استقلاله
إلاّ حملت إليَّ الأساة بطيبة ... جسما سكا بفراق قلب واله
و أظنه والظن يصدق هاهنا ... عندي وإني للخبير بحاله
قد حل من فلك العلى الحلى ... شهب تحف بشمسه و هلاله
بلداً يذود المارقين جلاله ... بسيوفه ولدانه ونباله
فكأنه كير نفي خبشا وأبقى من رضي الرحمن باستعماله
أربي على أمثاله ووحقه ... لأفنكت في قولي على أمثاله
فالأرض مثل ذبالة وهو السنى ... منها وكم بين السنى وذباله
هو طيبة الغراء أشرف موطن ... حث النهى شرعا على إجلاله
حرم متى ما حله ذو خيفةٍ ... يأمن به في حاله ومآله
أمر الملائك بالدعاء لأهله ... أهل الفخار نسائه ورجاله
و أرى ثراه من لأجل سناه خر ... الملك للمخلوق من صلصاله
و نجا ابن لأمك في السفين إذا استوى ... ماء الدرى بسهوله وجباله
و نجا ابن آرز من لظى الإشراك إذ ... نال الذي قد نال من تمثاله
و فدى ابن هاجر حين تل وإنَّه ... لمسلم لأبيه في أفعاله
و أحتل إدريس مكاناً في السما ... أسمى، منال النجم دون مناله
و المرء يخلق من ثرى القبر الذي ... سيكون منطبقا على أوصاله
هذا حديث صح عنه لدى الألى ... نظموا عقود مقاله وفعاله
و لذلك قال بفضل طيبة مالك ... و هو الإمام المقتدي بمقاله
إذ لا تراب اجل من تراب نشا ... منه حبيب الله من أرساله
فنهاك ينحى الجسم متصلا بمن ... أشجاه وهو القلب يوم فصاله
أسعد بمجتمعين في دار بها ... شخص الذي قنعا بطيف خياله
مولاي إنَّ لم تؤب عبدك سؤله ... و رددت خائبةً يمين سؤاله
لا عتب بل عتبي فما هو صالح ... بك للذي قد ساء من أعماله
لكن سنة سيدي في عبده ... إسعافه ما دام من سؤاله
و الصفح عن زلاته ولو أنها ... كالرمل عدا في جميع رماله
و متى يجد فالغيث إلاّ أنه ... عم الخليقة كلها بنواله
و متى يجر فالليث إلاّ إنّه ... يضحى المجار لديه من أشباله
فالخائفون المعسرون مؤمنو ... ن وموسرون بجاهه وبماله
هذى خصال من خصال جمة ... و من الذي يحصى شريف خصاله
صلي عليه إلهنا من مرسل ... و جد الوجود الخير في إرساله
و مما له أيضاً رحمه الله تعالى:
يا مغرما برسول ... لم يخلق الله مثله
هذا مثال نعال ... شراكها ضم رجله
أشرف بها ثم أشرف ... نعلا تماثل نعله
فقلبن فيه مثلي ... تقبيل صب موله
لرب شاكي اشتياقي ... نال الشفاء بقبله
يا رب أشكوك شوقي ... و الشوق أعضل عله
فقرب الدار ممن ... ابنت في الرسل فضله
فهو الذي بنواه ... فؤاد عبدك وله
صلى الإله عليه ... من شارع خير قبله
و فاسخ كل حكم ... و ناسخ كل مله
ما حرك الوجد قلبا ... و أرق البعد مقله
و من قوله أيضاً رحمه الله وهي من أول ما قاله:
بكيت وقد رأيت مثال نعله ... بكاء هو عن الأحباب وله
و ما حب النعال أسال دمعي ... و لكن حب من كرمت برجله
محمّدا الرفيع القدر أعني ... حبيب الله أحمد خير رسله
عليه السلام ذي مقة مشوق ... إليه ظل معتصما بحبله
مدى افتخرت سموات وأرض ... على حر الخدود بوطء نعله
سجام لعمري أدمع وسجال ... لأن عز من نعل الرسول مثال
و هل يملك العينين في مثلها سوى ... خلى عداه عن هداه ضلال
مثال إلى نعل المطهر يعتزى ... فإعزازه للحسنين منال
أقبله شوقا تملكي لمّا ... حكي وشهيدي لو يفوه قبال
و آبي اشتراكا في التزام شراكه وحسبي منه عصمة وثمال
ومعقده مما قد عقدت به الهوى فلا صح عزم إن صحا لي بال
مرادي من تمريغ شيبي عليه أنَّ ... تسح من الرحمى على سجال
و من وضعه في حر وجه ورفعه لقمة رأسي أن يعز منال
فأحظى بحظي من جوار محمّد ... و هل بعد تنويل الجوار نوال
وللشيخ محمّد بن الفرج السبتي رحمه الله:
أقول وهجراني سيعقبه الوصل ... فعقد الهوى الشرعي ما أنْ له حلُ
غداة رأت عيني مثال نعال من ... بدا فهدى أهل السعادة إذ ضلوا
تمنيت لو أني ظفرت بتربةٍ ... عليها مشت نعل بلابسها نعلو
فأكحل عيناً أرمدت ببعاده ... و ليس سوى ذاك التراب لها كحلُ
هو الكحل يجلو ما بعيني من قذى ... و كم كحل أنْ تكحل به العين لا يجلو
فطوباك طوبى ثم طوبى وحق أنْ ... أردد طوبى ثم طوبى أيا نعلُ
فإنك قد أودعت رجلاً علت على ... بساط عُلا لم تعله قبلها رجل
فأقسم لو تؤتى العمائم سؤلها ... لمّا كان غير النعل كان لها سؤل
و ناهيك من رجل مشت بمحمدٍ ... مفضل رسل الله إنَّ عدت الرسل
أبو القاسم الأسمى وطئ السما ... فنودي من فيها ألا خلقه صلوا
و لو لم تطأها رجله كان للثرى ... على الفلك الأعلى بموطئها الفضل
فيا مرسلا ما في النبيين مثله ... رسولا وهل للشمس من جنسها مثل
أثرت ظلام الجهل فالقلب نير ... محا العلم منه أحرفا خطها الجهل
فكان كمثل السيف أصبح صادئاً ... و أمسى وقد جلى مضاربه الصقل
يلوح به الإيمان شكلا لناظرٍ ... و لولاك لم يطلع به ذلك الشكل
فحق لذي عقل بأن يقطع المدى ... مدى غمره ما دام يصحبه العقل
و ما شغله إلاّ امتداح جلالكم ... فتعم الفتى من شغله ذلك الشغل
أمولاي يا مولاي ألفا وبعده ... كذلك ألف ثم ألف له قبل
عديد الحصى والرمل بل عد ما إذا ... بدا فالحصى جزء بدا منه والرمل
فحبكم كهفي الذي مذ حللته ... إذا اشتد بي الكرب على الفور ينحل
و سيفي السريجي الذي مذ سللته ... رأيت خطوب الجهل عني تنسل
ورمحي الرديني الذي مذ شرعته ... صرعت به ثكلى فلا نعش الثكل
و قوسي التي مذ سدد الصدق نبلها ... أصابت أسى ما خاب له نبل
فها أنا في ظل من الأمن قاطعٍ ... على الأمن أنَّ يتدلى ذلك الظل
و من يدري ما أدري من افضالك الذي ... هو الباب والأفضال أجمعه فصل
أو الأصل والإفضال بعض فروعه ... و ما يستوي في الرتبة الفرع والأصل
ينم آمنا من جور دهر صروفه ... سواهر واستقضى وليس له عدل
محمّد يا غوثي وغيثي كلما ... تجهمت الأيام أو أحجف المحل
محمّد يا حزري وعزي كلما ... تفاقمت الأهوال أو طرق الذل
أكرر في أحوالي اسمك أنَّه ... كالشهد ما كررته في فمي يحلو
أما أنَّه أحلى وأيمن مجتنى ... فكم مجتن للشهد تلسعه النحل
و إنَّ كان في الشهد الشفاء لمشتكٍ ... بعلة جسم أصلها الشرب والأكل
فباسمك يشفي كل قلب إذا اشتكى ... إليك بداء جره القول والفعل
و ما جسد الإنسان مثل فؤاده ... فمنزل ذا علو ومنزل ذا سفل
فبالفضل يا ذا الفضل والبذل إنَّ عدت ... خطوب ولمّا يلف فضل ولا بذل
أجرى من نار ضريع طعامها ... و مهل وما يغني ضريع ولا مهل
و من أهلها العاصي أوامر ربه ... و إني لها أو يغفر الله لي أهل
أما إنني أرجو النجاة وإنَّ تكن ... ذنوبي حملا لا يطاق لها حمل
فإني قد أعددت أي ذخيرةٍ ... تخفف من ثقل الذنوب فلا ثقل
هواك الذي للمعضلات خبأته ... فمن مهجتي حق ومن غيرتي قفل
ألا هكذا فليخبإ الحب مدنف ... إذا ما سلا أهل المحبة لا يسلو
و إنَّ يعتلل وقتا غرام فيختلل ... فما حبه يعتل وقتا فيختل
فكم بين من قد تيم الفضل والعلا ... و بين الذي قد تيم الغنج والدل
لبينهما ما بين وصل وقطعة ... و هيهات ما بالقطع يشتبه الوصل
و إنَّ غرست كفهما شجر الهوى ... فمغروس ذا شرى ومغروس ذا نخل
فيا قلبي أحلل من هواك بجنةٍ ... بها أحتل قلب حبه ليس يعتل
و ناد الورى إني احتللت بجنة ... بها كل من يهوى هواي سيحتل
أدير بها كأسا دهاقاً وما سوى ... سروري بمحبوبي مدام ولا نقل
هي الخمر لم يتلف بها عقل شاربٍ ... و تلك حرام في الكتاب وذي حل
و يا فكري الرامي المصيب بنبله ... مقاتل أغراض أراها له النبل
و في قتلها عند اللبيب حياتها ... و من أعجب الأشياء أنَّ يحيي القتل
بتأليف شمل المدح في المصطفى اشتغل ... يعنك على تأليفه ذلك الشمل
فذاك محل المدائح قابل ... إذا انحصرت فيه مدائح من قبل
محل يسمى في علاه مقصراً ... أديب وفي الأمداح من طبعه يغلو
محل علا فوق السماء ولم يكن ... لأعلى محل ذلك العلو إنَّ يعلو
فقل للأديب المكثر القول في حلى ... علاه: كثير القول في مجده قل
فضائله بحر وسجل كلامنا ... و ليس يغيض البحر دلو ولا سجل
و تالله ما البحر الغطامط مشبها ... فضائله أو يشبه الوابل الطل
و لكنها الأمثال تضرب للورى وليس من المشروط أنَّ يفعل الكل
و قد ضرب الله الأقل لنوره ... فقال كمشكاةٍ وليس له مثل
أخير رسول جاء للخلق هادياً ... و قد درست سبل النجاة فلا سبل
و كلهم نشوان من خمرة الهوى ... فمعبودهم نسر ومدعوهم بعل
فما منهم إلاّ أمير ضلالةٍ ... ففي جيده غل وفي رجله كبل
فدلوا على سبل النجاة بنوره ... جميعا ولولا ذلك النور ما دلوا
فأعقب ذلك النور مدلوله حلى ... ففي جيده عقد وفي رجله حجل
وقفت بباب الجود والكرم الذي ... غمامته وطفا وعارضه وبل
فما كرم يروق عن الجود واهبا ... مواهبه تترى ونائله جزل
و قيس بذا إلاّ وقال أولو النهى ... ألا إنَّ ذاك الجود في جنب ذا بخل
و لي حاجة عنت إليك، قضاؤها ... عليك بفضل الله يا سيدي سهل
زيارة أرض طيب الله تربها ... فما المسك مفضوض الختام لها شكل
هي البلدة الغراء طيبة التي ... بها ديم الرحمى مدى الدهر تنهل
فمن حل مثوى أنت فيه مخيم ... و يا طيب أقوام بطيبة قد حلوا
يكن آمنا من كل حزن وخيفة ... و يعظم له جاه ويكرم له نزل
فما داخل عدنا يخاف مثال الردى ... و تشهد آيات الكتاب الذي نتلو
و لا فرق ما بين الجنان وبينها ... لدى من له عقل من الناس أو نقل
و صلى عليك الله ما هبت الصبا ... و ما كان للزمن التي أعصرت هطل
و مما له أيضاً تقبل الله عمله وبلغه أمله:
انظر إلى هلالا ... فاق البدور جمالا
أستغفر الله ربي ... فقد أفكت مقالا
فالمحق ليس مصيبي ... و قد يصيب الهلالا
لكن حكيت نعالا ... لسيد قد تعالى
شأى النبيين جاها ... و حظوة وخلالا
فإن شكوت بشوق ... فؤادك الصب نالا
فلتلثمني فلثمي ... يشق اشتياقا توالى
نعم لثمتك شوقا ... لمّا حكيت النعالا
و من يظن بنعل ... شغفت ظن المحالا
بلابس النعل همنا ... و منه نبغي الوصالا
يا رب يشكوك قلبي ... يشكوك صادا ودالا
فقرب الدار ممن ... برأت فاء وذالا
فما لأحمد ندري ... في المرسلين مثالا
هذا وإنْ كان منهم ... و الكل حاز الكمالا
ففي السما نيراب ... و كلها يتلالا
و ليس منها مضاه ... للشمس في النور لالا
صلى عليه إله ... به أزال الضلالا
ما لحق الجزم فعلا ... أو لزم النصب حالا
ثم سلام عبيد ... ما إنْ عن الرق حالا
يخص مولى كريما ... عم العبيد نوالا
و آله خير آل ... إنْ عدد الخلق آلا
ما أطلع الأفق شمسا ... و أنشأ الجو آلا
وللشيخ محمّد بن الفرج السبتي رحمه الله:
يا سائلا أفتيه إثر سؤاله ... عما يرى إنَّ يشك من إشكاله
تراه سواد القلب والعينين في ... شكل هلال الأفق من أشكاله
أخطأت لست بعائد ولكم مصيب مخطي في البعض من أقواله
فالبدر يكسف في منازل سعده ... و يصيبه النقصان إثر كماله
و كلاهما شين وهذا قد وفى ... من كل شين يدر سر جماله
أو ليس تمثال النعال نعال من ... وطئ السموات العلى بنعاله
نعل بلابسها بأت ويحق أنَّ ... تبأى به لجلاله وخلاله
فلقد حوت رجلاً مشت بالصفوة المختار عند الله من أرساله
فالثمه تمثالا لها لثم أمرئ ... باللثم يروى من صدى بلباله
فلرب مشتاق رأى آثار من ... يشتاقه فشفته من أوجاله
أو ما ترى يعقوب عاد بثوب من ... يهودي سنى عينيه بعد زواله
و هوى في مولاي يفضل حب يعقوب على المروى من أحواله
فمحمد هو معتقي من ملك شر ... كٍ كنت طوع يمينه وشماله
قطعت هدايته حبال ضالتي ... بحسامها الجالي الردى بصقاله
فغدوت معتقلا ورحت مسرحاً ... متمسكا من هديه بحباله
يرتاح في عدن الهدى قلبي ولا ... يخشى الإعادة من جحيم ضلاله
أصل النداء معرفا بعوارفٍ ... بلغ الفؤاد بها مدى آماله
يا قوم إقرار أمري بفضائلٍ ... عظمت على لأحمد ولآله
كنت الذليل فمذ تملك مجده ... نفسي بما قد كان من إفضاله
ما زال يسعى في عزازة عبده ... حتى محا بالعز نقطة ذاله
فأنا الدليل لأعبدٍ ذلوا على ... أنَّ يصبحوا مثلي عبيد جلاله
مولاي يا مولاي ألفا مردفا ... بمثاله ومثاله ومثاله
أضعاف أضعافِ الذي في البحر من ... نقطٍ: أجاج الماء أو سلساله
أنا عبدك القن الذي أطلقته ... من جهل أوثق مهجتي بعقاله
فبما على لكم من الفضل الذي ... ضعفت قوي شكري عن استقلاله
إلاّ حملت إليَّ الأساة بطيبة ... جسما سكا بفراق قلب واله
و أظنه والظن يصدق هاهنا ... عندي وإني للخبير بحاله
قد حل من فلك العلى الحلى ... شهب تحف بشمسه و هلاله
بلداً يذود المارقين جلاله ... بسيوفه ولدانه ونباله
فكأنه كير نفي خبشا وأبقى من رضي الرحمن باستعماله
أربي على أمثاله ووحقه ... لأفنكت في قولي على أمثاله
فالأرض مثل ذبالة وهو السنى ... منها وكم بين السنى وذباله
هو طيبة الغراء أشرف موطن ... حث النهى شرعا على إجلاله
حرم متى ما حله ذو خيفةٍ ... يأمن به في حاله ومآله
أمر الملائك بالدعاء لأهله ... أهل الفخار نسائه ورجاله
و أرى ثراه من لأجل سناه خر ... الملك للمخلوق من صلصاله
و نجا ابن لأمك في السفين إذا استوى ... ماء الدرى بسهوله وجباله
و نجا ابن آرز من لظى الإشراك إذ ... نال الذي قد نال من تمثاله
و فدى ابن هاجر حين تل وإنَّه ... لمسلم لأبيه في أفعاله
و أحتل إدريس مكاناً في السما ... أسمى، منال النجم دون مناله
و المرء يخلق من ثرى القبر الذي ... سيكون منطبقا على أوصاله
هذا حديث صح عنه لدى الألى ... نظموا عقود مقاله وفعاله
و لذلك قال بفضل طيبة مالك ... و هو الإمام المقتدي بمقاله
إذ لا تراب اجل من تراب نشا ... منه حبيب الله من أرساله
فنهاك ينحى الجسم متصلا بمن ... أشجاه وهو القلب يوم فصاله
أسعد بمجتمعين في دار بها ... شخص الذي قنعا بطيف خياله
مولاي إنَّ لم تؤب عبدك سؤله ... و رددت خائبةً يمين سؤاله
لا عتب بل عتبي فما هو صالح ... بك للذي قد ساء من أعماله
لكن سنة سيدي في عبده ... إسعافه ما دام من سؤاله
و الصفح عن زلاته ولو أنها ... كالرمل عدا في جميع رماله
و متى يجد فالغيث إلاّ أنه ... عم الخليقة كلها بنواله
و متى يجر فالليث إلاّ إنّه ... يضحى المجار لديه من أشباله
فالخائفون المعسرون مؤمنو ... ن وموسرون بجاهه وبماله
هذى خصال من خصال جمة ... و من الذي يحصى شريف خصاله
صلي عليه إلهنا من مرسل ... و جد الوجود الخير في إرساله
و مما له أيضاً رحمه الله تعالى:
يا مغرما برسول ... لم يخلق الله مثله
هذا مثال نعال ... شراكها ضم رجله
أشرف بها ثم أشرف ... نعلا تماثل نعله
فقلبن فيه مثلي ... تقبيل صب موله
لرب شاكي اشتياقي ... نال الشفاء بقبله
يا رب أشكوك شوقي ... و الشوق أعضل عله
فقرب الدار ممن ... ابنت في الرسل فضله
فهو الذي بنواه ... فؤاد عبدك وله
صلى الإله عليه ... من شارع خير قبله
و فاسخ كل حكم ... و ناسخ كل مله
ما حرك الوجد قلبا ... و أرق البعد مقله
و من قوله أيضاً رحمه الله وهي من أول ما قاله:
بكيت وقد رأيت مثال نعله ... بكاء هو عن الأحباب وله
و ما حب النعال أسال دمعي ... و لكن حب من كرمت برجله
محمّدا الرفيع القدر أعني ... حبيب الله أحمد خير رسله
عليه السلام ذي مقة مشوق ... إليه ظل معتصما بحبله
مدى افتخرت سموات وأرض ... على حر الخدود بوطء نعله
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)