للسيّد أبو
محمّد الحسني حفظه الله
| 
تجنّت النّعل فالفؤاد متبول | 
والنفس نائحة واللب مخبول | 
| 
ومقلة العين ابيضت من الكمد | 
والخد بالدمع مخدود
  ومبلول | 
| 
والجسم أتلفه الضنى فأنحله | 
لا الموت آخذه ولا هو
  موصول | 
| 
يا من رمت كبدي بالسهم رفقا بها | 
إن مصابك لامَحالَ  مقتول | 
| 
فكم تجرع مر الشّوق والكلف | 
كأنما قد رماه بالنبال
  أسطول | 
| 
ترفقي بفتى يهواك مقبلة | 
أو كنت مدبرة فالقلب
  مجبول | 
| 
رقي فلا صبر لي فالهجر قاتلني | 
وقد حلا لعذولي القال و
  القيل | 
| 
كم عيروني بك وقالوا يا عبدها | 
أجل ومن شسعها يرتجى
  التفضيل | 
| 
سمراء من نورها تخجل شمس الضحى | 
وكيف لا وهي في الأدراج
  إكليل | 
| 
تخطى منظرها كل مليح أغر | 
و ملأ الكون تزين وتجميل | 
| 
حسناء تسبي العقول من مخايلها | 
وتأسر القلب والخمار
  مسبول | 
| 
فكيف لو بزغت من خلف برقعها | 
ترى الأسير على حدباء
  محمول | 
| 
حاشا لنسجها أن يصاغ من كوننا | 
فخدها باستواء طه مصقول | 
| 
نراها من بيننا بل هي من فوقنا | 
شتان ما بيننا فالنعل
  موصول | 
| 
علت رؤوس الملأ وكل من اعتلى | 
والعرش مذ خلفته وهو
  متبول | 
| 
رقت إلى السدرة منها إلى الحجب | 
فخرقت حيثما تولى جبريل | 
| 
من حيز الكون  قد بانت
  فلا زمن | 
ولا مكان ولا عرض ولا طول | 
| 
سيدتي قد تعاظمت وعز بها | 
كل متيم في هواها مذلول | 
| 
فهل يضام المحب عند أعتابها | 
والعطف عند نعال المجد
  مأمول | 
| 
أيا رجائي والجرح في الحشى قد فشا | 
وحبك بوريد القلب مفتول | 
| 
لك ولا لسواك الملتجى وكفى | 
فأنت دائي وقلبي فيك
  معلول | 
| 
مني بوصل فداك روحي والولد | 
فهذا خدي على الأعتاب
  منديل | 
انتهى
 
 
 



